المقدمة: فشل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في إقناع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد بفرض عقوبات على وزيرين إسرائيليين من اليمين المتطرف.
جاء ذلك بعد اجتماع عُقد في بروكسل، حيث لم تتمكن محاولات بوريل من تحقيق الإجماع المطلوب بين الدول الأعضاء.
محاولات بوريل:
خلال الاجتماع، حاول جوزيب بوريل إقناع وزراء الخارجية بفرض عقوبات على وزيرين إسرائيليين، هما بتسالئيل سموتريتش وإيتامار بنغير.
بوريل وصف الوزراء المستهدفين بأنهم “ينشرون رسائل كراهية غير مقبولة ضد الفلسطينيين ويقترحون إجراءات تتعارض بشكل واضح مع القانون الدولي”. وأضاف أنهما متهمان بالتحريض على ارتكاب جرائم حرب.
موقف الدول الأعضاء:
لم تنجح جهود بوريل في إقناع العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بفرض العقوبات. بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن وزراء خارجية بعض الدول لم يقتنعوا بالحجج المقدمة. يتطلب اتخاذ أي قرار بشأن العقوبات إجماع جميع الدول الأعضاء السبعة والعشرين، وهو ما لم يتحقق.
ردود الفعل الإسرائيلية:
وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، حاول التأثير على الدول الأوروبية قبل الاجتماع، مشددًا على أن إسرائيل في حالة حرب وأن أي إجراءات ضدها غير مقبولة. وأكد كاتس أن إيران تواصل تهديد إسرائيل وأن حزب الله يستهدف الشمال الإسرائيلي بشكل يومي.
التصريحات والمواقف:
وزير المالية الإسرائيلي، بتسالئيل سموتريتش، قال الشهر الماضي إن تجويع سكان غزة قد يكون مبررًا أخلاقيًا إذا كان يهدف إلى إجبار حركة حماس على إطلاق سراح المختطفين الإسرائيليين. في حين دعم إيتامار بنغير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي، قطع إمدادات الوقود والمساعدات عن غزة واتخاذ إجراءات أكثر حسماً ضد الفلسطينيين.
ردود الفعل الدولية:
أدان مفوضا حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، جوزيب بوريل وفولكر تورك، تعليقات سموتريتش ووصفاها بأنها “شريرة”. كما اتُهم الوزيران الإسرائيليان بدعم اعتداءات المستوطنات الإسرائيلية على الفلسطينيين في الضفة الغربية، مما يتناقض مع سياسة الاتحاد الأوروبي الداعمة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
الختام:
تظهر الأحداث الأخيرة تباين المواقف داخل الاتحاد الأوروبي بشأن التعامل مع وزراء إسرائيليين من اليمين المتطرف. بينما حاول جوزيب بوريل دفع الدول الأعضاء نحو اتخاذ إجراءات صارمة، لم يتمكن من تحقيق الإجماع المطلوب. يظل الوضع في الشرق الأوسط، وخاصة النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، مصدرًا للتوترات المستمرة داخل المجتمع الدولي، مما يفرض تحديات كبيرة على جهود السياسة الخارجية الأوروبية.