بعد أسبوع من إعلان جيبوتي استعدادها للتبرع بميناء تاجورة لإثيوبيا كإجراء للتخفيف من حدة الصراع المستمر بين إثيوبيا والصومال، لم تعلن إثيوبيا بعد عن موقفها الرسمي حيال العرض الجديد الذي قدمته الدولة الواقعة على البحر الأحمر.
بينما يؤكد المسؤولون الإثيوبيون على أهمية احترام الصومال لدور إثيوبيا في استقرار المنطقة، تطالب إثيوبيا بتوجيه الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي للعملية الانتقالية في الصومال قبل انسحاب قواتها.
تفاصيل العرض:
عرض جيبوتي: صرح وزير خارجية جيبوتي، محمود علي يوسف، أن بلاده مستعدة لتقديم ميناء تاجورة، الواقع في الجزء الشمالي من جيبوتي، إلى إثيوبيا. وأوضح يوسف أن إثيوبيا ستكون مسؤولة عن إدارة الميناء، الذي يقع على بعد حوالي 100 كيلومتر من الحدود الإثيوبية. وأشار إلى أن هذا العرض يهدف إلى تعزيز الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي وضمان وصول إثيوبيا إلى البحر الأحمر.
الهدف من العرض: يُعتبر العرض محاولة من جيبوتي لتخفيف التوترات بين إثيوبيا والصومال، التي نشأت بسبب مذكرة تفاهم أبرمتها إثيوبيا مع أرض الصومال، وهي منطقة منشقة عن الصومال. ويهدف الاقتراح إلى معالجة تحديات إثيوبيا المتعلقة بالوصول إلى البحر وحل القضايا المرتبطة بالتوترات الإقليمية.
رد فعل إثيوبيا: لم تعلن إثيوبيا بشكل رسمي عن موقفها من العرض حتى الآن. ومع ذلك، أكدت إثيوبيا من خلال المتحدث باسم الشؤون الخارجية، نبيو تيدلا، أن الصومال يجب أن يحترم مساهمتها في الاستقرار الداخلي، بما في ذلك الدور الذي لعبته في مكافحة مسلحي حركة الشباب، الذين يسيطرون على أجزاء واسعة من المناطق الريفية الوسطى والجنوبية.
وأضاف تيدلا أنه قبل خروج القوات الإثيوبية من الصومال، يجب على الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي توجيه عملية مهمة الصومال القادمة المقررة في يناير.
التحليل والتأثيرات المحتملة:
تعزيز استقرار المنطقة: يهدف عرض جيبوتي إلى تعزيز الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي عبر تقديم ميناء يمكن أن يسهم في تسهيل حركة التجارة والنقل لإثيوبيا، مما قد يخفف من التوترات الحالية بين الدول المعنية.
التحديات المتبقية: يبقى أن نرى كيف ستستجيب إثيوبيا لهذا العرض وما إذا كانت ستطلب المزيد من الضمانات أو الشروط. كما أن موقف الصومال من هذا العرض وتأثيره على التوترات الإقليمية قد يلعبان دوراً مهماً في تشكيل مستقبل العلاقات بين هذه الدول.
العملية الانتقالية في الصومال: يُظهر تأكيد إثيوبيا على دور الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في توجيه العملية الانتقالية في الصومال أهمية ضمان تحقيق استقرار طويل الأمد في المنطقة، والذي قد يتطلب جهوداً دولية وتعاوناً إقليمياً أكبر.
في حين أن عرض جيبوتي للتبرع بميناء تاجورة لإثيوبيا يمثل خطوة إيجابية نحو تعزيز الاستقرار الإقليمي، فإن الموقف الإثيوبي والصومالي والمجتمع الدولي سيظل مفتاحاً في تحديد مدى نجاح هذا العرض في تخفيف التوترات وحل القضايا المستمرة في منطقة القرن الأفريقي.