في تطور يعكس التوترات السياسية الداخلية في إسرائيل، وصف زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، يوم الأربعاء، وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بأنه من “مؤيدي الإرهاب”، مؤكدًا أنه لن يصافحه تحت أي ظرف. جاء هذا التصريح بعد تداول مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه زعيم حزب “معسكر الدولة” المعارض بيني غانتس وهو يصافح بن غفير خلال مناسبة اجتماعية.
في مؤتمر صحفي عقده الأربعاء، وردًا على سؤال حول المصافحة بين غانتس وبن غفير، أوضح لابيد موقفه قائلاً: “لم أتبادل كلمة واحدة مع بن غفير ولم أصافحه، ولا أصافح مؤيدي الإرهاب”. تعكس هذه التصريحات توترًا عميقًا بين قادة المعارضة وبعض الشخصيات السياسية اليمينية المتطرفة في الحكومة الحالية.
ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي
أثارت المصافحة التي جرت بين غانتس وبن غفير خلال حفل زفاف جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تعرض غانتس، الوزير المستقيل من مجلس الحرب، لانتقادات حادة من بعض مستخدمي هذه المنصات. وفي تعليقه على هذه الانتقادات، قال غانتس: “جئت لتقديم التهاني، وعندما يمد أحد يده، وهو من أبناء الشعب اليهودي، فإنني بعيد كل البعد عن القول: لن أبيض وجهه وأصافحه”. وأعرب عن استيائه من حجم الانتقادات الموجهة إليه، متسائلًا: “ماذا حدث؟! ما هذه الكراهية؟!”.
سياق التوترات
منذ توليه منصب وزير الأمن القومي في ديسمبر 2022، عُرف بن غفير بتصريحاته التحريضية وإجراءاته المتشددة تجاه الفلسطينيين، مما زاد من حدة التوترات في الداخل والخارج. وفي يوليو الماضي، أوصى المدعي العام الإسرائيلي بفتح تحقيق جنائي ضد بن غفير بشبهة التحريض ضد سكان قطاع غزة، وذلك على خلفية الحرب التي كانت مستمرة حينها للشهر الحادي عشر.
تأثيرات على الساحة السياسية
تسلط هذه الواقعة الضوء على الانقسامات العميقة داخل السياسة الإسرائيلية، حيث يقف زعماء المعارضة مثل لابيد على طرف نقيض من السياسات اليمينية المتطرفة التي يتبناها بن غفير وحلفاؤه. يعكس رفض لابيد المصافحة مع بن غفير موقفًا واضحًا من تيار المعارضة الرافض للتعامل مع الشخصيات المتطرفة التي يعتبرونها مسؤولة عن تأجيج العنف والتوترات في المنطقة.
يعد هذا التصعيد اللفظي بين لابيد وبن غفير جزءًا من حالة الانقسام السياسي في إسرائيل، ويعكس الفجوة المتزايدة بين التيارات السياسية المختلفة، وسط تعقيدات سياسية وأمنية متصاعدة.