ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على وجود عسكري دائم في محور فيلادلفيا، البالغ طوله 14 كيلومتراً على الخط الحدودي بين مصر وقطاع غزة، يمثل تهديداً كبيراً على إمكانية التوصل إلى وقف إطلاق النار في النزاع الحالي.
بحسب ما أوردته الصحيفة يوم الأربعاء، واستناداً إلى مسؤولين شاركوا في المفاوضات غير المباشرة لوقف إطلاق النار واتفاق تبادل الأسرى بين “حماس” وإسرائيل، فإن “رغبة نتنياهو في استمرار وجود القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا” تعتبر أكبر عقبة أمام التوصل إلى اتفاق نهائي.
وأضافت الصحيفة أن محادثات وقف إطلاق النار، التي تقودها الولايات المتحدة، قد تواجه خطر الانهيار إذا ما رفضت كل من “حماس” وإسرائيل مقترح “الفرصة الأخيرة” لوقف إطلاق النار في غزة، الذي تعتزم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تقديمه قريباً.
مواقف الأطراف الدولية
أشار مسؤول أمريكي كبير إلى أن الحل الأكثر ترجيحاً لضمان الأمن عند معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر قد يكون عبر “قوات الأمن الفلسطينية التي تدربها إدارة واشنطن”. من جانب آخر، ذكر مسؤول مصري أن حكومة القاهرة سترحب بوجود الاتحاد الأوروبي في المنطقة، خاصة بعد إعلان الاتحاد استعداده لإعادة تولي دوره المراقب في معبر رفح الحدودي.
تأثيرات إصرار نتنياهو
وصلت المفاوضات غير المباشرة بين تل أبيب و”حماس” إلى مرحلة حرجة، حيث أن إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب على القطاع وتمسكه بالسيطرة على محوري فيلادلفيا ونتساريم جنوب ووسط القطاع، قد يعرقل أي تقدم في المفاوضات. في المقابل، تطالب “حماس” بانسحاب إسرائيلي كامل من غزة وعودة النازحين دون تقييد.
الوضع الإنساني في غزة
منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، والتي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي مطلق، تجاوز عدد القتلى والجرحى الفلسطينيين 135 ألف شخص، معظمهم من الأطفال والنساء، مع وجود أكثر من 10 آلاف مفقود، في ظل دمار واسع ومجاعة قاتلة تعصف بالقطاع.
ورغم قرارات المجتمع الدولي، بما في ذلك قرار مجلس الأمن الدولي بوقف الحرب فوراً وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير عاجلة لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني في غزة، تواصل إسرائيل حربها دون اكتراث لتلك القرارات.
يعد إصرار نتنياهو على وجود عسكري في محور فيلادلفيا تحدياً كبيراً لجهود وقف إطلاق النار، وقد يعرقل بشكل كبير التوصل إلى أي تسوية سلمية دائمة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الوضع الإنساني المتدهور في غزة يجعل من الضروري تكثيف الجهود الدولية لوقف الحرب والتخفيف من معاناة المدنيين.