ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، اليوم الخميس، كلمة نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الجلسة الرفيعة المستوى الثانية لقمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي في العاصمة الصينية بكين. هذا المنتدى الذي ينعقد تحت عنوان “التحول الصناعي وتحديث الزراعة والتنمية الخضراء”، شهد حضوراً رفيعاً ضم الرئيس سيريل رامافوزا من جنوب أفريقيا، وانج هونينج، رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، إلى جانب عدد من رؤساء الدول والحكومات المشاركة.
تفاصيل الكلمة: بدأ الدكتور مصطفى مدبولي كلمته بشكر جمهورية الصين الشعبية وفخامة الرئيس شي جين بينج على حفاوة الاستقبال وكرم الاستضافة للمنتدى التاسع للتعاون بين الصين وأفريقيا. كما هنأ الصين بمناسبة قرب حلول عيدها الوطني الـ75.
العلاقات التاريخية والتحديات العالمية: وأشار مدبولي إلى أن مصر كانت أول دولة عربية وأفريقية تعترف بجمهورية الصين الشعبية وتُقيم علاقات دبلوماسية معها منذ عام 1956، مشدداً على علاقات التعاون الوثيقة التي تجمع البلدين. كما أكد أن الاجتماع يأتي في سياق عالمي مليء بالأزمات والتحديات السياسية والأمنية والاقتصادية، مما يستدعي تبني توجهات أكثر عدالة وإنصافًا تراعى التحولات الدولية واحتياجات دول الجنوب، خاصة القارة الأفريقية.
آفاق التنمية في أفريقيا: لفت مدبولي إلى أن القارة الأفريقية تتمتع بآفاق واسعة للنمو، حيث تجاوز عدد سكانها 1.5 مليار نسمة، مما يجعلها سوقًا ضخمة توفر فرصًا واعدة للتجارة والاستثمار. وأشاد بالإنجازات الكبيرة مثل توقيع اتفاقية التجارة الحرة القارية، التي تحققت خلال الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي عام 2019، مؤكداً على أهمية استثمار هذا النمو السكاني وتعزيز الشراكة بين أفريقيا والصين.
التعاون مع الصين في مجالات الصناعة والزراعة: ثمن رئيس الوزراء المبادرة العالمية للتنمية التي أطلقتها الصين في عام 2021، واعتبرها خطوة إيجابية نحو قيادة الدول النامية في عمليات التنمية الاقتصادية. كما أكد على توافق رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة مع أهداف المبادرة العالمية للتنمية ومبادرة الحزام والطريق.
وأشار مدبولي إلى أهمية “التحول الصناعي وتحديث الزراعة والتنمية الخضراء” كمجالات رئيسية لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية في القارة الأفريقية. وأكد على أن تطوير القطاع الصناعي هو محور رئيسي في الاستراتيجية الوطنية لمصر، مع التركيز على بناء البنية التحتية وتعميق الصناعة وزيادة الصادرات.
أهمية تحديث الزراعة والتكنولوجيا: أوضح مدبولي أن تحديث الزراعة يعد مسألة حيوية لتحقيق الأمن الغذائي، وأكد على أهمية التعاون مع الصين للحصول على الدعم الفني والتكنولوجي في مجالات مثل الزراعة الحديثة، ونظم الري، وتحلية المياه. كما أشار إلى أن القارة الأفريقية تواجه تحديات كبيرة في مجال الأمن الغذائي بسبب التغير المناخي والتقلبات في سلاسل الإمداد.
التعاون المستقبلي: أشاد رئيس الوزراء بمنطقة تيدا للتعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر والصين، والتي تعتبر نموذجاً ناجحاً للتعاون بين البلدين. وأكد على أن مصر تسعى لتعزيز التعاون في مجال الصناعة والزراعة والتنمية الخضراء مع الصين، معرباً عن استعداد مصر لدعم المبادرات الأفريقية ذات الصلة.
خاتمة: اختتم الدكتور مصطفى مدبولي كلمته بالتأكيد على التزام مصر بالاستمرار في التعاون مع الصين والدول الأفريقية من أجل تنفيذ مخرجات الدورة التاسعة لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي. وأعرب عن أمله في تعزيز العلاقات الصينية الأفريقية بما يسهم في تحقيق التنمية والازدهار والسلام والاستقرار في القارة الأفريقية.