في خطوة مهمة نحو معالجة الأزمة المستمرة في ليبيا، التقى المبعوث الخاص الأمريكي إلى ليبيا، السفير ريتشارد نورلاند، مع نائب وزير الخارجية التركي في أنقرة، حيث تم بحث القضايا المتعلقة بمصرف ليبيا المركزي والانقسامات السياسية في البلاد.
وخلال اللقاء، أكد السفير نورلاند أن المشاورات تركزت على كيفية تعزيز التعاون الدولي لدعم المفاوضات التي تيسرها الأمم المتحدة
وتهدف هذه المفاوضات ليس فقط إلى معالجة الأزمة الحالية المحيطة بمصرف ليبيا المركزي، ولكن أيضًا إلى حل الانقسامات السياسية الأساسية التي تعيق استقرار البلاد.
وأشار نورلاند إلى أهمية العمل الجماعي للمجتمع الدولي من أجل تحقيق مستقبل مستقر وديمقراطي للشعب الليبي، وفقًا لما نشرته السفارة الأمريكية على منصة “إكس”.
يهدف اللقاء بين المبعوث الأمريكي ونائب وزير الخارجية التركي إلى وضع خارطة طريق لحل هذه الأزمة، ولكن التحديات التي تواجه هذا الحل كثيرة ومتشابكة، وتتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي.”
تسعى الولايات المتحدة وتركيا إلى إيجاد حلول دبلوماسية لهذه الأزمة، وذلك من خلال تعزيز الحوار والتعاون الدولي لمساندة الجهود التي تقودها الأمم المتحدة.
وقد أكد السفير نورلاند أن هذه الجهود هي جزء من محاولة أوسع لتسوية النزاعات الداخلية وتعزيز الاستقرار في ليبيا.
تأتي هذه المشاورات في ظل أزمة كبيرة تواجه مصرف ليبيا المركزي، التي تفجرت عقب قرار المجلس الرئاسي بتعيين محافظ جديد للمصرف وإعادة تشكيل مجلس إدارته. وقد قوبل هذا القرار برفض شديد من مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، مما أدى إلى تصاعد الأزمة.
في إطار الأزمة، أعلنت الحكومة المكلفة من مجلس النواب حالة “القوة القاهرة” على جميع الحقول والموانئ والمؤسسات والمرافق النفطية، مما تسبب في إيقاف إنتاج وتصدير النفط إلى حين إشعار آخر. هذه الخطوة جاءت ردًا على قرار المجلس الرئاسي، مما زاد من تعقيد الوضع وأدى إلى تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد.
ازمة مصرف ليبيا المركزي، التي تفجرت على خلفية قرار المجلس الرئاسي بتغيير محافظ المصرف، تشكل تهديداً وجودياً للاقتصاد الليبي وتزيد من تعقيد المشهد السياسي المتأزم أصلاً.
وتأتي هذه الأزمة في ظل غياب حكومة موحدة وقادرة على إدارة شؤون البلاد، مما يزيد من مخاوف المجتمع الدولي من عودة ليبيا إلى مربع الصفر.