أصدر تقرير جديد عن مجموعة الأزمات الدولية يشير إلى أن حظر زراعة الأفيون في أفغانستان، الذي فرضته حركة طالبان، قد أثر بشكل كبير على حياة ملايين الأشخاص في المناطق الريفية. استند التقرير إلى بيانات من الأمم المتحدة وتقييمات ميدانية حول تأثير هذا الحظر على الاقتصاد وسبل العيش.
تأثير الحظر على الاقتصاد والمعيشة: بحسب التقرير، تسبب توقف زراعة الخشخاش في أفغانستان في فقدان اقتصادي كبير حيث فقد المزارعون حوالي 1.3 مليار دولار سنويًا، وهو ما يعادل ثمانية بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد في عام 2023. الحظر أثر بشكل مباشر على نحو سبعة ملايين شخص في القرى، مما تسبب في أزمة اقتصادية واسعة.
أثر الحظر على المزارعين: نظراً لعدم قدرة طالبان على توفير بدائل فعالة للخشخاش، فقد تدهورت الأوضاع الاقتصادية للمزارعين والعمال الريفيين بشكل ملحوظ. حاول بعضهم التحول إلى زراعة المحاصيل الأخرى مثل القمح أو القطن، لكنهم واجهوا مشاكل في تحقيق دخل مناسب. يتطلب تطوير الزراعة البديلة موارد كبيرة مثل الري ومرافق التخزين البارد وتحسين الطرق، وهي متطلبات يصعب على طالبان توفيرها.
استمرار تهريب الأفيون: رغم الحظر، ارتفعت أسعار الأفيون مما حفز بعض المزارعين على تحدي الحظر واستمرار بيع المخدرات. حتى في المناطق الجنوبية مثل قندهار، حيث نشأت حركة طالبان، لا يزال هناك عصيان ضد الحظر. تشير تقديرات إلى أن كمية الأفيون المخزنة في أفغانستان ما زالت كبيرة وتصل إلى حوالي 16567 طناً.
ردود فعل طالبان والمجتمع الدولي: طالبان قد تتخذ خطوات للتعاون مع الاتحاد الأوروبي لتوفير بدائل لمزارعي الأفيون وعلاج المدمنين. وفي الوقت نفسه، تظل الاستجابة الدولية محدودة. رغم أن بعض المساعدات تركز على تحقيق الأمن الغذائي وإعادة تأهيل المدمنين، فإنها غير كافية. يشير التقرير إلى ضرورة دعم النمو الاقتصادي في أفغانستان والحد من أزمة الفقر، ولكن التعاون مع نظام طالبان يمثل تحديًا سياسيًا.
التوصيات:
دعم التنمية الريفية: يجب على الجهات المانحة دعم المشاريع التي تركز على التنمية الريفية، مثل تحسين الزراعة، الحفاظ على المياه، والاستثمار في تصنيع المنتجات الزراعية.
تنمية غير زراعية: ضرورة تطوير برامج تنمية واسعة النطاق تشمل العمالة غير الزراعية، بما في ذلك النساء، لمواجهة نقص الفرص الناتج عن حظر زراعة الأفيون.
التعاون مع طالبان: لتحقيق الأهداف الإنسانية والاقتصادية، من الضروري وجود نوع من التعاون مع نظام طالبان رغم التحديات السياسية.
الخلاصة: تتطلب الأزمة الحالية في أفغانستان استجابة منسقة وشاملة تجمع بين الجهود الإنسانية والاقتصادية. في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه طالبان، فإن تحقيق تحول مستدام بعيدًا عن الاعتماد على الأفيون يتطلب وقتًا ودعماً دولياً فعّالاً.