سلط السفير الأمريكي لدى الصومال ريتشارد رايلي الضوء على الجهود الدبلوماسية الجارية والتحديات الأمنية التي تواجه الصومال، بما في ذلك النزاع المستمر بين الصومال وإثيوبيا. وقد تولى رايلي منصبه في مايو الماضي، وأوضح في حديثه التزام الولايات المتحدة بالبحث عن حلول سلمية ودعم الحكومة الصومالية في مواجهة الإرهاب.
النزاع بين الصومال وإثيوبيا
تشير التقارير إلى أن النزاع بين الصومال وإثيوبيا بدأ في بداية العام الجاري عندما وقعت إثيوبيا مذكرة تفاهم مع منطقة أرض الصومال المنفصلة، وهو ما تعتبره الصومال انتهاكاً لسيادتها. تمنح الاتفاقية إثيوبيا حقوق تأجير جزء كبير من ساحل البحر الأحمر في أرض الصومال. وتعكف الأطراف الدولية، بما في ذلك تركيا، على الوساطة لحل هذا النزاع.
وأكد رايلي خلال مقابلة حصرية مع إذاعة صوت أمريكا، أن الولايات المتحدة تعمل بشكل تعاوني لضمان وجود حل دبلوماسي لهذا النزاع، قائلاً: “إنه وضع مؤسف ومزعج للغاية، وقد بدأ بمذكرة التفاهم هذه بين أرض الصومال وإثيوبيا. بالطبع، نحن لا نعترف بذلك، ونحاول حله من خلال القنوات الدبلوماسية.”
جهود الوساطة والمحادثات
تركيا، الشريك الرئيسي للصومال، قد حاولت التوسط في النزاع، حيث عقدت جولتين من المحادثات في أنقرة، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق. وصف وزير الخارجية التركي حقان فيدان المحادثات بأنها “صريحة وودية ومتطلعة إلى المستقبل”. ومن المتوقع أن تُعقد جولة ثالثة من المحادثات في سبتمبر/أيلول.
وفي هذا السياق، أوضح عبدي أينتي، وزير التخطيط والتعاون الدولي الصومالي الأسبق، أن القضية الأساسية تبقى رفض إثيوبيا إلغاء مذكرة التفاهم مع أرض الصومال، مشيراً إلى أن المحادثات المستقبلية قد تكون غير مجدية إذا استمرت إثيوبيا في موقفها.
مخاوف الصراع المحتمل
تزايدت المخاوف في الصومال من احتمال تحول التوترات إلى صراع مسلح بين الجنود الإثيوبيين المتمركزين في الصومال والصوماليين. وفي هذا الصدد، وصف رايلي أي مواجهة بأنها “غير مقبولة”، مشدداً على أن المجتمع الدولي يعمل بلا توقف لإيجاد حل مناسب لهذا الصراع.
وأضاف رايلي: “لا أحد يستطيع أن يقبل أن يكون هناك أي نوع من الصراع، ناهيك عن الحرب. لهذا السبب يعمل الجميع، بما في ذلك الولايات المتحدة، على إيجاد الحل المناسب في أقرب وقت ممكن.”
الدعم الأمريكي للصومال
أشار رايلي إلى أن الولايات المتحدة تعد أكبر مانح وشريك أمني للصومال، حيث قدمت دعمًا ماليًا وتعليميًا وأمنيًا كبيرًا. وقد تنازلت الولايات المتحدة مؤخرًا عن أكثر من مليون دولار من الديون السيادية الصومالية. وأكد رايلي على دعم الولايات المتحدة الكامل لمهام حفظ السلام وتحقيق الاستقرار في الصومال، مشيراً إلى أهمية أن يكون الانتقال إلى بعثة دعم الاتحاد الأفريقي في الصومال، والمعروفة بـ AUSSOM، مناسبًا وفعالاً.
التحديات العاجلة
أوضح رايلي أن هناك قضيتين عاجلتين تواجهان الصومال، هما ضمان تزويد الجيش الوطني الصومالي والقوات المسلحة بالموارد اللازمة لمكافحة الجماعات الإرهابية مثل حركة الشباب وتنظيم داعش، وضمان استمرارية نمو الاقتصاد الصومالي مع المزيد من الاستثمار والتواصل مع الأسواق الدولية. وأكد أن الصومال بحاجة إلى الأمن المادي والاقتصادي لتحقيق الاستقرار والتقدم.
في الختام، شدد رايلي على التزام الولايات المتحدة بالدعم الكامل للصومال في جميع مجالات الأمن والاستقرار، وبذل الجهود لتحقيق حلول دبلوماسية للنزاعات والتحديات التي تواجه البلاد.