جدد المستشار الألماني أولاف شولتس، اليوم الجمعة، تأكيده على رفض بلاده إرسال صواريخ “توروس” البعيدة المدى إلى أوكرانيا، حتى مع مناقشة القوى الغربية الأخرى إمكانية إتاحة هامش حرية أكبر لكييف في استخدام مثل هذه الأسلحة. وأكد شولتس في مؤتمر صحافي، قائلاً: “اتخذت ألمانيا قرارًا واضحًا بشأن ما سنفعله وما لن نفعله. هذا القرار لن يتغير”، وفقًا لوكالة “فرانس برس”.
في السياق ذاته، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن السماح لأوكرانيا بشن هجمات في عمق الأراضي الروسية باستخدام صواريخ بعيدة المدى قد يؤدي إلى اعتبار حلف شمال الأطلسي (ناتو) في حالة “حرب” مع موسكو.
في حين قدمت الولايات المتحدة وبريطانيا لأوكرانيا صواريخ بعيدة المدى، ترفض ألمانيا باستمرار إرسال صواريخ “توروس” البعيدة المدى إلى كييف خوفًا من تصعيد النزاع. وفي تعليق على المحادثات الجارية في واشنطن، قال المتحدث باسم شولتس، ستيفن هيبسترايت، إن “الأسلحة التي تناقشها الولايات المتحدة وبريطانيا الآن” تتجاوز مدى أي شيء قدمته ألمانيا.
كما أشار وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إلى أن ما تتفق عليه الولايات المتحدة وبريطانيا “يظل شأنهما”، مضيفًا أن السماح لأوكرانيا بضرب أهداف في روسيا سيكون “متوافقًا تمامًا مع القانون الدولي”.
وتعتبر ألمانيا ثاني أكبر مساهم في المساعدات العسكرية لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة، لكنها تخطط لخفض ميزانيتها للمساعدات إلى النصف العام المقبل. يأتي هذا في وقت تواجه فيه الحكومة الألمانية ضغوطًا محلية متزايدة، بعد أن حققت أحزاب معارضة للدعم الألماني لكييف مكاسب كبيرة في الانتخابات الإقليمية التي أُجريت في أوائل سبتمبر. ومع ذلك، تؤكد الحكومة أنها “ملتزمة تمامًا” بدعم أوكرانيا “طالما تقتضي الضرورة”.