انتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الحكومة المصرية لعدم إدانتها الهجوم الروسي الأخير على سفينة مدنية تحمل حبوباً كانت متجهة إلى مصر. جاءت تصريحات زيلينسكي بعد يوم من إعلان أوكرانيا أن روسيا قد استخدمت قاذفات استراتيجية لضرب السفينة في مياه البحر الأسود.
تفاصيل الهجوم
في تصريحاته، قال زيلينسكي إن السفينة التي كانت تحمل شحنة من الحبوب الأوكرانية إلى مصر تعرضت لهجوم صاروخي أثناء مغادرتها المياه الإقليمية الأوكرانية. وأوضح أن الهجوم لم يسفر عن أي خسائر بشرية، لكنه اعتبره تصعيداً خطيراً ضد حرية الملاحة في البحر الأسود، وهو ممر شحن حيوي للأوكرانيين.
وأضاف وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيا أن الهجوم يمثل “اعتداء وقحاً على حرية الملاحة والأمن الغذائي العالمي”. وأكدت البحرية الأوكرانية أن قاذفات روسية من طراز توبوليف تو-22 أطلقت صواريخ كروز على السفينة في الساعة 11:02 مساءً بالتوقيت المحلي.
ردود فعل
تأتي هذه الواقعة في وقت حساس، حيث يسعى زيلينسكي للحصول على دعم دول الجنوب العالمي، بما في ذلك مصر، لتعزيز موقف أوكرانيا في الصراع المستمر مع روسيا. وقد أعرب زيلينسكي عن استيائه من عدم إدانة القاهرة للهجوم، مشيراً إلى أن موقفها يمكن أن يؤثر على العلاقات بين البلدين ويزيد من تعقيد جهود أوكرانيا لجذب الدعم الدولي.
من جهة أخرى، قال متعاملون إن الهجوم قد ساهم في ارتفاع أسعار القمح عالمياً، حيث ارتفعت العقود الأميركية الآجلة بنحو اثنين في المئة، مما يعكس المخاوف من نقص المعروض من منطقة البحر الأسود، التي تعد من أهم مناطق تصدير الحبوب.
وانسحبت روسيا العام الماضي من اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة لضمان مرور الصادرات الزراعية الأوكرانية عبر البحر الأسود. رغم ذلك، تمكنت كييف من إنشاء ممر بحري بديل يسمح بمواصلة التجارة رغم التحديات.
تعد هذه الحادثة جزءاً من سلسلة من التصعيدات التي تشهدها المنطقة، وتعكس التوترات المتزايدة بين روسيا وأوكرانيا وتأثيراتها الواسعة على أسواق الغذاء العالمية واستراتيجيات الأمن الغذائي للدول المستوردة.