كشفت مصادر إسرائيلية أن كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي يدرسون خطة لتحويل شمال قطاع غزة إلى منطقة عسكرية، وإخلاء 200 ألف فلسطيني من سكان شمال القطاع إلى جنوبه، لإبقاء المنطقة خاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة، وفق ما نقلت هيئة البث الإسرائيلية.
أتى ذلك رغم جهود الوسطاء من مصر وقطر وأميركا المكثفة لمحاولة كسر الجمود في محادثات إطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
من جهته، أوضح اللواء أسامة محمود كبير المستشارين في كلية القادة والأركان في مصر أن ما تفعله إسرائيل حاليا بالفعل هو تقسيم غزة إلى ثلاثة قطاعات فرعية لتبدأ بضمها تدريجيا إلى السيادة الإسرائيلية”.
مستدلا على ذلك بتعيين الحكومة الإسرائيلية العميد إلعاد جورين رئيساً للجهود الإنسانية ليقوم بدور رئيس الإدارة المدنية في شمال غزة وبديلاً عن الأونروا، على غرار ما يقوم به رئيس الإدارة المدنية للضفة الغربية العقيد هشام إبراهيم.
وقال إنه إذا تم التأكد من المعلومات الواردة عن هيئة البث الإسرائيلية فإن ذلك يتسق شكلا مع العديد من الإجراءات السابقة التى اتخذها الجيش الإسرائيلي منذ بداية العدوان على قطاع غزة.
ويأتي على رأسها احتلاله لمحور نتساريم الذي يمتد غربا من البحر المتوسط وشرقا إلى معبر نتساريم ولمسافة حوالي 6,5 كيلومتر، وهو المحور الذي يقسم قطاع غزة شمالا وجنوبا إلى نصفين متقاربين لحد كبير.
كما أضاف المسؤول العسكري أن ما يدعم هذه الفكرة كذلك هو إصرار نتنياهو على عدم عودة النازحين من سكان شمال القطاع، وتحديدا بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا والشجاعية ومدينة غزة، الذين اضطروا للنزوح إلى جنوب القطاع لظروف الحرب.
وشدد على أن هذا الإصرار وضعه نتنياهو كشرط أساسي تعجيزي للموافقة على تمرير هدنة وقف النار.
إلى ذلك، رأى المسؤول العسكري أن “تركيز الجيش الإسرائيلي على استهداف وقصف وسط قطاع غزة حيث يتواجد أغلب نازحي الشمال، يشي بسعي إسرائيل للضغط على النازحين ودفعهم نحو الجنوب ما يمنح شمال القطاع شكلا من أشكال الحزام ولو شبه آمن مؤقتا”.
كما اعتبر “أن هذا يستتبع بالتالي المضي قدما في تنفيذ فرض السيطرة العسكرية على شمال غزة تمهيدا لبدء ضمها للسيادة الإسرائيلية تدريجيا”.
وأردف أن “هذا المخطط قد يتم من خلال إجراءات سريعة أو بطيئة في التنفيذ وبما يتواءم مع مستجدات النقد والاعتراض الدوليين المرتقبين بشأنه.
وختم مشددا على أن نتنياهو يسعى لتكثيف الاستيطان وضم شمال قطاع غزة لإسرائيل في مرحلة ما بعد الحرب على غزة.