أفاد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية، بأن الوضع الحالي لمياه النيل الأزرق يشهد تطورات هامة منذ 5 سبتمبر الجاري، حيث تدفق المياه عبر بوابات المفيض العلوية في سد النهضة الإثيوبي بمعدل يقدر بحوالي 400 مليون متر مكعب يوميًا. هذا التغيير جاء عقب توقف توربينات سد النهضة الأربعة عن العمل، مما جعل بوابات المفيض العلوية المصدر الوحيد لتدفق المياه إلى السد العالي في مصر.
تفاصيل الوضع الحالي:
معدل التدفق: يبلغ متوسط تدفق مياه النيل الأزرق عند سد النهضة حاليًا حوالي 400 مليون متر مكعب يوميًا.
مستوى المخزون: ظل المخزون في سد النهضة ثابتًا عند مستوى 638.25 مترًا فوق سطح البحر، وهو ما يعادل حوالي 60.5 مليار متر مكعب، وذلك منذ حوالي أسبوعين.
التطورات السابقة:
حجز المياه: على الرغم من عدم التوصل إلى اتفاق بشأن آلية التخزين أو التشغيل بين الأطراف المعنية، فقد قامت إثيوبيا بحجز مياه النيل الأزرق بالكامل على مدار شهري يوليو وأغسطس، مما أدى إلى احتجاز حوالي 19 مليار متر مكعب من المياه.
فتح البوابات: بين 24 و28 أغسطس، فتحت إثيوبيا بوابات المفيض العلوية بشكل محدود، حيث تدفقت حوالي مليار متر مكعب من المياه فقط. ثم، في الخامس من سبتمبر، تم فتح البوابات بشكل أكثر كثافة ليصل التدفق إلى 400 مليون متر مكعب يوميًا، بعد توقف توربينات سد النهضة.
الإجراءات السودانية:
فتح بوابات السدود: في ضوء هذه التطورات، قامت السودان بفتح مزيد من بوابات سدي الروصيرص ومروي، مما سمح بوصول مياه الإيراد السنوي الجديد إلى السد العالي في مصر. وقد تأخر وصول هذه المياه إلى السد العالي حتى نهاية أغسطس، بدلاً من الموعد الطبيعي في نهاية يوليو، وتأخرت شهرين ونصف عن موعدها المعتاد بسبب الحجز الإثيوبي.
خاتمة:
تشير هذه التطورات إلى وجود تحديات كبيرة في إدارة موارد المياه وتنسيق العمليات بين الدول المعنية. مع استمرار تدفق مياه النيل الأزرق عبر بوابات المفيض العلوية، يتعين مراقبة كيفية تأثير هذه الديناميات على استراتيجيات التخزين والتشغيل المستقبلية. إن استمرار المفاوضات وتقديم الحلول التوافقية بين الأطراف المعنية سيظل أمرًا حاسمًا للحفاظ على استقرار الأوضاع وضمان إدارة فعالة لموارد المياه في المنطقة.