وسط انتقادات واسعة لإيران بشأن إرسالها صواريخ إلى روسيا لاستخدامها في الحرب الأوكرانية، قام سيرغي شويغو، أمين مجلس الأمن الروسي، بزيارة طهران للمرة الثانية خلال أربعين يومًا. وصلت الزيارة في 17 سبتمبر/أيلول، بعد أسبوع من زيارة شويغو لكوريا الشمالية، حيث التقى بالزعيم كيم جونغ أون.
تأتي هذه الزيارة في وقت تتزايد فيه الضغوط الغربية على إيران وبيونغ يانغ، حيث تتهم الدول الغربية كلا البلدين بتزويد روسيا بالأسلحة. وكان قد تم تداول مقاطع فيديو عبر وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية توثق اجتماع شويغو مع الرئيس الإيراني مسعود بزشيكان، حيث ناقش الطرفان توسيع العلاقات الثنائية.
في الاجتماع، أكد بزشيكان على أهمية متابعة الحكومة الإيرانية للتعاون مع روسيا، بينما نقل شويغو رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مفادها أن موقف روسيا من التعاون مع إيران في القضايا الإقليمية لم يتغير.
يُذكر أنه بعد زيارة شويغو السابقة إلى طهران في أغسطس/آب، أُكدت تقارير غربية على إرسال شحنة من الصواريخ الباليستية إلى روسيا، مما أدى إلى فرض عقوبات جديدة على إيران. ومع ذلك، نفى بزشيكان في تصريحات حديثة إرسال إيران أي صواريخ إلى روسيا خلال فترة إدارته.
كما أفادت تقارير بأن شويغو التقى بنظيره الإيراني علي أكبر أحمديان، لكن لم تُنشر تفاصيل دقيقة عن الاجتماع. تأتي هذه الزيارة في وقت يشهد فيه النزاع الأوكراني تصاعدًا جديدًا، حيث تضغط كييف على حلفائها للحصول على صواريخ طويلة المدى لمواجهات عسكرية مع روسيا.
أعلن بوتين سابقًا أن منح الإذن لأوكرانيا لاستخدام صواريخ بعيدة المدى سيكون بمثابة إعلان حرب على روسيا، مما سيؤدي إلى ردود فعل عنيفة من الكرملين.
علاوة على ذلك، تأتي زيارة شويغو في وقت تعلن فيه روسيا عن اقترابها من توقيع “اتفاقية كبيرة ووثيقة تعاون استراتيجي” مع إيران، مما يعكس عمق العلاقات العسكرية بين البلدين في خضم النزاعات الإقليمية.
في إطار هذه الزيارة، يُتوقع أن تؤثر الأحداث بشكل كبير على التوازن الأمني في المنطقة، مع استمرار التحليلات حول الأبعاد الجيوسياسية لهذا التعاون.