نددت إيران، يوم الجمعة، بشدة بالضربة الجوية التي نفذتها إسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت، والتي أسفرت عن مقتل 8 أشخاص وإصابة 59 آخرين وفقاً لحصيلة أولية. وأعربت السفارة الإيرانية في لبنان عن استنكارها الشديد، ووصفت الهجوم بـ “الجنون الإسرائيلي الذي تجاوز كل الحدود” لاستهدافه المباني السكنية.
تفاصيل الهجوم الإسرائيلي
في وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ غارة جوية في الضاحية الجنوبية، التي تُعتبر معقلًا لجماعة حزب الله. وذكر الجيش أنه استهدف إبراهيم عقيل، القائم بأعمال رئيس وحدة الرضوان التابعة لحزب الله، خلال اجتماع لقيادات الحزب. وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، أنه تم تصفية 10 من قادة قوة الرضوان خلال هذه الضربة.
العمليات العسكرية المستمرة
إلى جانب الغارة على الضاحية، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية هجمات على عدة مناطق لبنانية أخرى، بما في ذلك منطقة الجاموس وبلدات في الجنوب مثل بيت ليف وعيتا الشعب. وأدت هذه الهجمات إلى استشهاد عنصر من حزب الله، يوسف محمد السيد، الذي نعاه الحزب لاحقًا.
كما أكد الدفاع المدني اللبناني أن فرق البحث والإنقاذ بدأت في عمليات المسح الميداني بحثًا عن مفقودين تحت الأنقاض. وأفادت التقارير بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت قرابة 52 غارة على مناطق مختلفة في لبنان منذ بداية الهجمات.
ردود الفعل الإيرانية
في رد فعل قوي، توعد قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي إسرائيل بـ “الزوال قريبًا”، مؤكدًا أن الأعمال الإسرائيلية تأتي في سياق الإخفاقات والهزائم المتتالية للكيان الصهيوني. وأشار سلامي إلى أن “العدو العاجز عن المواجهة المباشرة” يلجأ إلى ارتكاب الجرائم خلف الجبهات.
كما وصف الهجمات الأخيرة على أجهزة الاتصالات في لبنان بأنها “أعمال إرهابية”، مؤكدًا أنها ستلقى ردًا حاسمًا من “جبهة المقاومة”. ودعا إلى مواجهة فعلية ضد ما وصفه بـ “الكيان السفاح والمجرم”.
تتزايد حدة التوترات في المنطقة، ويبدو أن التصعيد العسكري بين إسرائيل وحزب الله وإيران يمكن أن يجر المنطقة إلى مزيد من الأزمات. إن التهديدات المتبادلة والإجراءات العسكرية تشير إلى تصعيد محتمل في الأعمال القتالية، مما يستدعي مراقبة دقيقة من المجتمع الدولي.