أفادت الأنباء أن إثيوبيا أرسلت تحذيرًا شديد اللهجة إلى مصر عبر اتصالات في جيبوتي، محذرة من أن أي وجود عسكري مصري في الصومال يهدد المصالح الإثيوبية سيقابل برد فعل من أديس أبابا.
يأتي هذا التحذير في ظل تصاعد التوترات في منطقة القرن الأفريقي، حيث يُزعم أن مصر تسعى لتوسيع وجودها العسكري من خلال تقديم الدعم للفصائل في الصومال.
وأفادت مصادر أن مصر تلقت مؤخرًا رسالة تحذيرية من إثيوبيا عبر جيبوتي، حذّرت فيها من أن “أي قوات عسكرية مصرية تمس بمصالح أديس أبابا في الصومال، لن تكون في منأى عن التعامل معها”.
جاء هذا التحذير في أعقاب دخول البروتوكول العسكري الصومالي المصري حيز التنفيذ، والذي تضمن إرسال معدات عسكرية مصرية إلى مقديشو، وانتشار قطع بحرية مصرية قبالة السواحل الصومالية.
في المقابل، أكدت مصادر مصرية وجيبوتية في القاهرة أن مصر “مستعدة للتصعيد والرد بقوة على أي محاولة للمساس بالوجود المصري في الصومال أو بالمصالح الصومالية”، وذلك تنفيذاً للبروتوكول العسكري الموقع مع الحكومة الصومالية.
اجتماع ثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا لتعزيز التعاون الإقليمي
وصول سفينة شحن عسكرية مصرية إلى الصومال “فيديو”
عاجل …مصر تعلن اجلاء كل رعاياها من إقليم أرض الصومال
تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه القرن الأفريقي تصاعدًا في التوترات الإقليمية، حيث تتزايد المخاوف من تأثير أي تدخل عسكري على الاستقرار في المنطقة.
وأكدت مصادر متعددة أن سفينة شحن عسكرية مصرية رست على ساحل الصومال خلال عطلة نهاية الأسبوع، بعد تأكيد القاهرة على التزامها بحماية سيادة البلاد وسلامة أراضيها.
ووفقًا للتقارير، قامت السفينة بتسليم شحنة كبيرة من المدفعية الثقيلة والأسلحة المضادة للدبابات، مما يمثل أكبر مساعدة عسكرية للصومال منذ رفع حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة في ديسمبر 2023.
وكان الصومال خاضعًا لعقوبات الأمم المتحدة لمدة ثلاثة عقود، قبل أن يقدم الرئيس حسن شيخ عرضًا لمجلس الأمن لرفع الحظر في ظل الحرب ضد حركة الشباب.
وتعتبر إثيوبيا، التي تتوخى الحذر بالفعل من مصر بسبب النزاعات حول سد النهضة الكبير على نهر النيل، أي تدخل عسكري مصري في المنطقة بمثابة تهديد محتملاً لأمنها ونفوذها.
هذا التطور يسلط الضوء على المنافسة الاستراتيجية الأوسع بين البلدين، حيث يتنافسان على النفوذ في الصومال والقرن الأفريقي.