نقلت صحيفة “معاريف” العبرية عن مسؤولين إسرائيليين أن إسرائيل لا تنوي بدء حرب شاملة ضد ميليشيا “حزب الله” اللبنانية في الوقت الحالي، مؤكدة أن العمليات العسكرية في الشمال تُنفّذ وفقًا لإستراتيجية “المراحل والمستويات”، وبناءً على توجيهات مباشرة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
إستراتيجية المراحل
أفادت الصحيفة أن هذه الإستراتيجية تهدف إلى تصعيد القتال بشكل تدريجي إذا لم تصل الرسالة الإسرائيلية بوضوح إلى الأمين العام لـ”حزب الله”، حسن نصر الله. وفقًا لهذه الخطة، سيتم رفع مستوى القتال تدريجيًا حتى يتم تحقيق الأهداف الإسرائيلية الرئيسية، والتي تشمل إبعاد قوة “الرضوان” التابعة لـ”حزب الله” عن الحدود مع إسرائيل، وإلزام نصر الله بتسوية تُعيد سكان الشمال الإسرائيلي إلى منازلهم بأمان.
تصعيد الهجمات
خلال الأسبوع الماضي، كثفت إسرائيل من حدة هجماتها ضد “حزب الله”، ما أدى إلى توسيع نطاق العمليات العسكرية. ووفقًا للتقارير، تم توجيه ضربات هائلة لقوات “حزب الله” خلال اليومين الأخيرين، مما ألحق أضرارًا جسيمة بقدرات التنظيم العسكرية. وقد تم تدمير آلاف الصواريخ والقذائف التابعة لـ”حزب الله”، كجزء من جهود إضعاف القوة العسكرية للحزب.
دور نتنياهو في التصعيد
وأشارت “معاريف” إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يكتفي بالمصادقة على الإجراءات العسكرية التي يعدها الجيش الإسرائيلي، بل يشارك بشكل مباشر في وضع الأفكار الإستراتيجية ويطالب بتنفيذها. وأضاف مسؤول سياسي إسرائيلي أن “الهجمات الكثيفة التي نشهدها في الأيام الأخيرة هي نتيجة قرارات نتنياهو، الذي طالب بزيادة شدة الهجمات على الشمال”.
أهداف العمليات الإسرائيلية
تهدف الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية الحالية إلى تغيير ميزان القوى في الشمال، مع التركيز على إضعاف قدرات “حزب الله” وتعزيز الردع الإسرائيلي ضد التنظيم. كما تسعى الحملة إلى تحقيق الاستقرار في المناطق الشمالية، وخلق الظروف التي تتيح لسكان الشمال الإسرائيلي العودة إلى منازلهم بأمان.
وبالإضافة إلى مواجهة “حزب الله”، تهدف العمليات الإسرائيلية أيضًا إلى توجيه رسالة قوية إلى المحور الإيراني بأكمله، وتأكيد أن إسرائيل مستعدة للتصعيد إذا لزم الأمر لردع أي تهديدات قادمة.
خاتمة
في ظل تصاعد التوترات على الحدود الشمالية، تبقى إسرائيل ملتزمة بتنفيذ إستراتيجيتها القائمة على التصعيد التدريجي، مع إبقاء الأبواب مفتوحة أمام إمكانية التوصل إلى تسوية تضمن أمن حدودها وسلامة سكانها، بينما تتجنب في الوقت الحالي الانجرار إلى حرب شاملة ضد “حزب الله”.