في اليوم الثالث للعدوان الإسرائيلي على لبنان، لا يبدو أن هناك أفقًا لهذه الحرب، التي تتخذ طابعًا تدميريًا عنيفًا، حيث أعلن حزب الله اللبناني، مساء الأربعاء، أنه تمكن من التصدي لطائرتين حربيتين إسرائيليتين فوق بلدتي حولا وميس الجبل، مستخدمًا الأسلحة المناسبة، مما أجبر الطائرتين على مغادرة الأجواء اللبنانية.
غارات اسرائيلية على لبنان
في المقابل، شنت الطائرات الإسرائيلية غارة على منطقة المعيصرة في قضاء كسروان بمحافظة جبل لبنان، حيث استهدفت منزل أحد شهداء حزب الله، مما أسفر عن مقتل 3 من أفراد عائلته بينهم مسؤول في الحزب.
التصعيد الإسرائيلي يتضمن استهداف قرى جديدة في الشوف وكسروان، مع تزايد الهجمات في الجنوب والبقاع وبعلبك.
غارات موسعة
وأعلن الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ غارات “موسعة” على مناطق في جنوب لبنان وشرقه، عقب اعتراض صاروخ باليستي أطلقه حزب الله في أجواء تل أبيب.
وأكد الجيش في بيان له أنه يستهدف مواقع لحزب الله ومنشآت تخزين أسلحة، مشيرًا إلى تعرض شمال إسرائيل لقصف، مما أدى إلى تفعيل صفارات الإنذار.
ولفت البيان إلى أن عددًا من القذائف أُطلقت من لبنان، حيث تم اعتراض جزء منها.
وبحسب بيان وزارة الصحة اللبنانية، فإن عدد الضحايا نتيجة القصف الإسرائيلي في مختلف مناطق لبنان وصل إلى نحو 30 قتيلًا و97 جريحًا.
توتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل
في سياق متصل، أفادت تقارير من موقع “بوليتيكو” بوجود خلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن كيفية التعامل مع حزب الله. حيث أبدى بعض المسؤولين الأمريكيين قلقهم من ارتفاع عدد الضحايا في لبنان، معربين عن إحباطهم من الوضع المتدهور.
قلق من استراتيجيات حزب الله
تشير مصادر إلى وجود قلق بين الجنوبيين ومناصري حزب الله بشأن طريقة تعامل الحزب مع العدوان الإسرائيلي.
ويبدو أن الحزب يتبع قرارًا استراتيجيًا بعدم توسيع نطاق الحرب من جانبه، مع التركيز على الردود المحدودة على تل أبيب. يُظهر ذلك أن الحزب يربط قراراته العسكرية بالاستراتيجية الإيرانية.
مع استمرار التصعيد والضحايا في لبنان، تتزايد المخاوف من اتساع دائرة النزاع، حيث يبقى الوضع الأمني في حالة تأهب قصوى، في ظل التوترات الإقليمية المتزايدة.