نفذت إسرائيل غارات جوية مكثفة على المقر الرئيس لحزب الله في بيروت، وقالت العديد من الصحف العبرية إن الهجوم قتل مسؤولين بارزين في الحزب، بمن فيهم حسن نصر الله، في معركة لعبت فيها التكنولوجيادورا بارزا.
وشهدت الحروب الحديثة في الشرق الأوسط تحولاً نوعياً في أساليب القتال والتكتيكات العسكرية، لتصبح أكثر اعتماداً على التكنولوجيا المتطورة.
وبحسب تقرير صادر عن صحيفة “الجارديان” البريطانية السبت 28 سبتمبر 2024 ، فقد كانت الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحماس في غزة، وكذلك التوترات مع حزب الله في لبنان، مثالاً بارزاً على هذا التحول، حيث دخلت التقنيات المتقدمة بشكل غير مسبوق في مجريات الصراع.
أحد أبرز مظاهر التكنولوجيا في الحرب الأخيرة كان الاستخدام المكثف للطائرات بدون طيار (الدرونز)، لدى إسرائيل ترسانة متقدمة من الدرونز القتالية والاستطلاعية.
والتي استخدمتها بكثافة لمراقبة تحركات المقاومين في غزة ولبنان، واستهداف مواقعهم بدقة، هذه الطائرات قادرة على العمل في ظروف صعبة ومناطق خطرة دون تعريض حياة الجنود للخطر، مما يمنح إسرائيل ميزة تكتيكية هائلة.
من ناحية أخرى، لم تقف الفصائل الفلسطينية وحزب الله مكتوفي الأيدي، فقد عملت على تطوير قدراتها في هذا المجال، شهدت غزة ظهور طائرات درون محلية الصنع قادرة على تنفيذ عمليات استهداف أو استطلاع.
وعلى الرغم من أن هذه الطائرات ليست بمتانة أو كفاءة نظيراتها الإسرائيلية، إلا أنها أظهرت تطوراً كبيراً في قدرات المقاومة التكنولوجية.
تعتبر الحرب الإلكترونية من الجبهات غير المرئية للصراع، استخدمت إسرائيل تقنيات متطورة لتعطيل الاتصالات والأنظمة الإلكترونية للمقاومة في غزة ولبنان.
من خلال الهجمات السيبرانية، تمكنت من اختراق شبكات الاتصالات، وعرقلة التنسيق بين الفرق الميدانية، بل واستهداف بعض الحسابات الإلكترونية لقيادات المقاومة.
في المقابل، حاولت المقاومة الفلسطينية وحزب الله تطوير قدراتهما السيبرانية للرد، وفي عدة حالات، نجحت المقاومة في اختراق بعض الشبكات الإسرائيلية.
ونشرت معلومات حساسة عن تحركات الجنود ومواقعهم، ومع أن هذه الهجمات لم تكن ذات تأثير استراتيجي كبير، إلا أنها عكست تطوراً في استخدام هذه الأدوات من قبل الفصائل غير الحكومية.
لعبت أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة، وعلى رأسها “القبة الحديدية“، دوراً محورياً في الحرب الأخيرة، هذه الأنظمة مخصصة لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى.
وقد أثبتت فعاليتها في التصدي للصواريخ التي أطلقت من غزة نحو المدن الإسرائيلية، ولكن، رغم النجاحات التي حققتها “القبة الحديدية”.
وأظهر الصراع أيضاً تحديات جديدة، حيث أطلقت المقاومة الفلسطينية رشقات صاروخية مكثفة لإرباك النظام الدفاعي، مما أتاح لبعض الصواريخ تجاوز هذه الأنظمة وضرب أهدافاً في الداخل الإسرائيلي.
أما في لبنان، فإن حزب الله يمتلك ترسانة صاروخية متطورة ويعتقد أنه يمتلك قدرات على إطلاق صواريخ دقيقة التوجيه، ما يمثل تحدياً أكبر لأنظمة الدفاع الإسرائيلية في حال حدوث مواجهة شاملة.
الصواريخ الذكية كانت عاملاً مهماً في المعارك الأخيرة، استخدمت إسرائيل صواريخ موجهة بدقة لاستهداف البنية التحتية للمقاومة، بما في ذلك الأنفاق ومخازن الأسلحة.
هذه الصواريخ تعتمد على تقنيات متقدمة في التوجيه، مثل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والليزر، ما يجعلها قادرة على ضرب الأهداف بدقة متناهية، وتقليل الأضرار الجانبية.
على الجانب الآخر، تعمل المقاومة على تطوير صواريخ أكثر دقة وطول مدى، كما ظهر في قدرة حماس والجهاد الإسلامي في غزة على إطلاق صواريخ تصل إلى مناطق بعيدة في إسرائيل، مثل تل أبيب والقدس.
حزب الله في لبنان، يمتلك قدرات صاروخية متقدمة تشكل تهديداً استراتيجياً لإسرائيل، ما يرفع من مستوى التعقيد في أي مواجهة محتملة.
وكان استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل كميات هائلة من البيانات، تستخدم إسرائيل هذه التقنيات لاستخراج معلومات استخباراتية من الصور الجوية والفيديوهات التي تلتقطها الدرونز.
بالإضافة إلى مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي والاتصالات، هذا التحليل يسمح بتحديد الأهداف بدقة أكبر، والتنبؤ بالتحركات المستقبلية للمقاومة.
التكنولوجيا المتقدمةفي ظل هذه التطورات التكنولوجية، لم تعد الحروب في غزة ولبنان مجرد مواجهات تقليدية بين قوات على الأرض.
بل أصبحت حرباً معقدة تشمل السماء والفضاء الإلكتروني، حيث تلعب التكنولوجيا المتقدمة دوراً حاسماً في تحديد نتائج الصراعات.
وفي حين أن إسرائيل تمتلك تفوقاً تكنولوجياً واضحاً، فإن المقاومة الفلسطينية وحزب الله يسعيان جاهدين لتطوير قدراتهما، مما ينذر بمزيد من التحديات والتعقيدات في أي مواجهة مستقبلية.