نقلت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية تفاصيل حول كيفية نفوذ إسرائيل في هيكلية حزب الله اللبناني وكيفية استغلال هذه المعلومات لاستهداف قيادات الجماعة. التقرير يسلط الضوء على التغييرات التي طرأت على الاستراتيجيات الاستخباراتية الإسرائيلية بعد الفشل في حرب 2006.
التغييرات الاستخباراتية:
بعد الحرب مع حزب الله في عام 2006، والتي شهدت فشل الجيش الإسرائيلي في إحداث ضربة قاضية ضد الجماعة، أعادت إسرائيل توجيه جهودها الاستخباراتية بشكل جذري. وحدة الاستخبارات 8200 ووكالة أمان (الاستخبارات العسكرية) بدأتا في تحليل كميات ضخمة من البيانات لرسم صورة شاملة عن نشاطات حزب الله في شمال إسرائيل.
الفرص الاستخباراتية خلال الحرب السورية:
و أدت الحرب السورية إلى توفير معلومات إضافية لإسرائيل، حيث استغلت الجماعة بيانات متاحة، مثل نعي القتلى، التي كشفت عن هوية المحاربين، مواقعهم، وأصدقائهم. استخدمت هذه البيانات لتحديد تحركات القادة وتقييم الوضع داخل حزب الله.
التكنولوجيا المتقدمة:
زوأصبح لدى إسرائيل ميزات تكنولوجية متزايدة تشمل أقمار التجسس والطائرات بدون طيار، مما سمح لها بجمع معلومات استخباراتية دقيقة. هذه الهيمنة الاستخباراتية سمحت بتحديد أماكن اختباء حسن نصر الله، الذي كان يعيش في شبكة من الأنفاق والملاجئ.
العمليات العسكرية:
وفي الأيام التي تلت 7 أكتوبر، حددت القوات الإسرائيلية مواقع نصر الله، لكن الهجوم المحتمل أُلغي بناءً على توجيهات من البيت الأبيض. ومع ذلك تم استهداف موقعه في بيروت، حيث أسفرت العملية عن مقتل العديد من قادة حزب الله.
تحذيرات من الاختراقات:
مصادر تشير إلى أن حزب الله قد يكون تحت تأثير مخبرين يعملون لصالح إسرائيل، مما يهدد أمنه الداخلي. وقد أظهرت العمليات العسكرية الأخيرة أن هناك اختراقات عميقة في صفوف الجماعة.
ويستمر النفوذ الاستخباراتي الإسرائيلي في التأثير على مسار حزب الله، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الجماعة وقدرتها على مواجهة التحديات التي تواجهها. تشير المعلومات إلى أن حزب الله قد يكون في وضع هش إذا استمرت العمليات الاستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية بنفس الوتيرة.
يتضح من هذه المعطيات أن إسرائيل تعتمد على استراتيجيات استخباراتية متطورة لتعزيز أمنها القومي، مما يجعلها في موقع أقوى في الصراع مع حزب الله. بينما يواجه حزب الله تحديات داخلية وخارجية، يبقى المستقبل السياسي والعسكري للجماعة موضع تساؤل في ظل الظروف الحالية.