تترقب الأسواق العالمية بفارغ الصبر قراراً مصيرياً يتعلق بمصر، حيث تسعى القاهرة بكل قوة للعودة إلى مؤشر السندات الرئيسي التابع لبنك جي بي مورجان.
هذا الانضمام المنتظر من شأنه أن يفتح الباب أمام تدفقات استثمارية ضخمة إلى مصر، ويعزز مكانتها كوجهة جاذبة للاستثمارات الأجنبية. ولكن هل ستنجح مصر في تخطي العقبات التي حالت دون انضمامها سابقاً؟ وما هي الآثار المتوقعة لهذا الحدث على الاقتصاد المصري والمواطن؟”
قال مسؤولون مطلعون إن مصر تكثف جهودها لاستعادة مكانتها في مؤشر السندات الرئيسي التابع لبنك “جيه بي مورجان تشيس آند كو”، وهو مؤشر تتبعه صناديق استثمارية للأسواق الناشئة تفوق قيمتها 200 مليار دولار، وذلك وفقًا لما نقلته وكالة “بلومبرج”.
وكانت مصر قد حُذفت من مؤشر سندات حكومات الأسواق الناشئة التابع للبنك في 31 يناير الماضي، ولا يمكن النظر في إعادة إدراجها لمدة لا تقل عن 12 شهراً من تاريخ الحذف.
ويُتوقع أن يُنظر في إعادة إدراج مصر في النصف الأول من عام 2025، وقد يتم اتخاذ قرار بشأن ذلك بنهاية العام المقبل، مع احتمال تأجيل إعادة الإدراج نفسها حتى عام 2026.
ورفضت وزارة المالية المصرية التعليق على هذه الأنباء، ولم يقدم “جيه بي مورجان” أيضًا أي تعليق رسمي حول الأمر. ويضغط بعض مستثمري الأسواق الناشئة حاليًا من أجل إعادة إدراج مصر في مؤشر “جيه بي مورجان”، ما سيتيح لهم الاستثمار في الديون المحلية المقومة بالجنيه المصري بأسعار جذابة.
لكن حذف مصر مرتين خلال الـ14 عامًا الماضية – حيث كان المرة الأولى في 2011 عقب ثورة يناير – يجعل القرار محل دراسة دقيقة.
وأكد المسؤولون أن “جيه بي مورجان” بحاجة إلى رؤية ثقة قوية في المؤشرات المالية لمصر قبل اتخاذ القرار بإعادة الإدراج.
وأشار المسؤولون إلى أن المخاوف بشأن احتمالية تخلف مصر عن سداد ديونها قد تلاشت، حيث تجاوزت عوائد السندات 20 نقطة مئوية، وأصبح سعر الفائدة المعدل حسب التضخم إيجابيًا لأول مرة منذ سنوات، مما عزز التفاؤل.
حتى الآن، تدفقت معظم الاستثمارات الأجنبية الجديدة إلى أذون الخزانة المصرية قصيرة الأجل.
ولكن إعادة إدراج مصر في مؤشر “جيه بي مورجان” قد تسمح بجذب استثمارات طويلة الأجل من صناديق الاستثمار الخاملة التي تتبع هذا المؤشر.
ويُحتمل أن تسير السندات المصرية على خطى نظيرتها الهندية، التي كانت من أفضل السندات أداءً في آسيا، مدعومة بتدفقات استثمارية أجنبية بلغت نحو 13 مليار دولار منذ بداية العام وحتى الآن، بعد إدراجها في مؤشر الأسواق الناشئة لبنك “جيه بي مورجان” في يونيو الماضي.