بينما تستعد إسرائيل لضربة انتقامية ضد إيران، يبدو أن إدارةالرئيس الأمريكي جو بايدن تجد نفسها في موقع المتفرج، مع معرفة محدودة بما يخطط له أقرب حليف لها في الشرق الأوسط وتأثير أقل على قراراته.
نجحت الدفاعات الجوية الإسرائيلية في صد الهجوم الإيراني، الذي أسفر عن أضرار طفيفة لإحدى قواعدها الجوية، ووفقًا لمسؤولين إسرائيليين، فإنهم لا يشعرون بحاجة ملحة للرد الفوري أو الكبير على هذا الهجوم، حسبما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”.
تجري المناقشات بين المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين حول أهداف محتملة، بما في ذلك المنشآت النفطية الإيرانية.
وفي الوقت الذي أعرب فيه بايدن عن معارضته لضربات على المنشآت النووية في طهران، فقد ترك الباب مفتوحًا أمام دعم هجوم إسرائيلي على المنشآت النفطية في إيران، مما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط.
مع ذلك، لم تتخذ إسرائيل قرارًا نهائيًا بشأن طبيعة ردها، مما أدى إلى صدمة متكررة للبيت الأبيض من قرارات الحكومة الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة.
فعلى سبيل المثال، أمر نتنياهو بضربة جوية أسفرت عن مقتل الأمين العام لحزب الله حزب الله، حسن نصر الله، من غرفة فندق في نيويورك، في وقت كان فيه مسؤولو إدارة بايدن يحاولون تجنب تصعيد النزاع في الشرق الأوسط.
كانت هذه الضربة الجوية، التي تمت دون إبلاغ البيت الأبيض مسبقًا، مؤشراً على التباعد المتزايد بين حكومة نتنياهو والبيت الأبيض. وفي حين أن إدارة بايدن كانت تحاول احتواء الوضع في غزة، فإن نتنياهو بدا عازمًا على اتخاذ خطوات أكثر عدوانية.
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يجد بايدن وفريقه أنفسهم مرارًا وتكرارًا في موقف المتفرجين، غير قادرين أو غير راغبين في كبح جماح حليفهم الذي يستمرون في دعمه سياسيًا وعسكريًا.
تظهر العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل علامات توتر، حيث تتباعد الأجندات السياسية والأهداف الحربية بين بايدن ونتنياهو.
ويصف المراقبون هذه العلاقة المتدهورة بأنها انعكاس للضغوط السياسية التي يواجهها نتنياهو، والذي يسعى لتعزيز شعبيته من خلال التحركات العسكرية.
مع احتدام الصراع، لا يزال يتعين على إدارة بايدن أن تتعامل مع آثار السياسات الإسرائيلية وتبعاتها الإقليمية، مع التخوف من أن تؤدي التحركات الإسرائيلية الأحادية إلى تورط أمريكي غير مرغوب فيه في صراعات جديدة.