أعرب مسؤولون أمريكيون سابقون ومحللون عن قلقهم من أن الضغوط والخسائر المتكررة التي تتكبدها إيران قد تدفعها إلى تسريع خططها لامتلاك سلاح نووي.
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست”، تواجه إيران سلسلة من الانتكاسات، بما في ذلك فقدان قادة عسكريين إيرانيين وحلفاء في هجمات إسرائيلية، فضلاً عن الفوضى في صفوف “حزب الله”.
تصاعد التوترات
تشير تقييمات أمريكية وأممية إلى أن إيران تقترب أكثر من أي وقت مضى من امتلاك القدرة على إنتاج الأسلحة النووية منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في 2018.
ويبدو أن إيران مستعدة لاستخدام وضعها النووي المحتمل كوسيلة لردع خصومها، حتى دون اتخاذ خطوات فعلية نحو التسلح.
ديفيد أولبرايت، خبير الأسلحة النووية، قال للصحيفة: “إذا لم يكن محور المقاومة فعالاً، فإن الخيار الوحيد للردع قد يكون الردع النووي”.
ويشير الخبراء إلى أن إيران بحاجة إلى ما يقرب من عام لبناء قنبلة نووية، مما يعكس مدى تعقيد وتحديات البرنامج النووي.
تأثير خسائر “حزب الله”
أوضحت الصحيفة أن الخسائر التي تكبدها “حزب الله” كانت “مدمرة بشكل خاص” لإيران، حيث يشكل الحزب ركيزة استراتيجية لطهران.
ويقول سينا آزودي، خبير في الشؤون الإيرانية، إن تدهور وضع “حزب الله” يجعل إيران “أكثر عرضة للخطر”، مما يمنح إسرائيل حرية أكبر في التحرك في المنطقة.
تحولات في الخطاب الإيراني
لاحظت “واشنطن بوست” تحولًا مفاجئًا في الخطاب الإيراني بشأن الأسلحة النووية بعد الحرب على غزة.
في الماضي كانت إيران تنكر أي نية لتطوير الأسلحة النووية لكن المسؤولين الحاليين أكدوا الآن أن لديهم القدرة على ذلك، رغم أنهم اختاروا ضبط النفس.
تقييم التهديد النووي
في تقرير حديث، وصف مكتب مديرة المخابرات الوطنية الأمريكية التهديد النووي الإيراني بشكل أكثر وضوحًا، مشيرًا إلى أن إيران بدأت أنشطة تعزز موقفها لإنتاج جهاز نووي.
وفي ضوء هذه التطورات أعرب العديد من المسؤولين عن مخاوف من أن إسرائيل قد تستغل الفرصة للهجوم على منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية.
مواجهة محتملة
تشير التقييمات إلى أن معظم اليورانيوم المُخصب بدرجة عالية في إيران يُنتج في منشأة “فوردو” التي تقع داخل جبال قم، مما يجعلها هدفًا صعبًا للقنابل الإسرائيلية.
ومع تزايد التوترات، يبدو أن إيران وإسرائيل تقتربان من “صراع مفتوح” بعد سنوات من “الحرب الخفية”.
تسارع الأحداث الإقليمية والمخاوف من تطوير إيران للأسلحة النووية تثير القلق في الأوساط الدولية، حيث تشكل التوترات المتزايدة تهديدًا للأمن الإقليمي والعالمي. في ظل الظروف الحالية، يتعين على المجتمع الدولي متابعة الوضع عن كثب، والعمل نحو حلول دبلوماسية تضمن استقرار المنطقة.