أخلت قوات الحرس الثوري الإيراني مواقعها في حي حويجة صقر بمدينة دير الزور، ونقلت تلك القوات إلى منطقة البوكمال شرق المحافظة. كما شملت هذه النقلة عائلات عناصر الحرس الذين كانوا يقيمون في منزلي الفوعة وكفريا في الحي.
جاءت هذه الخطوة في أعقاب تصاعد التوترات العسكرية بين إسرائيل وميليشيات حزب الله اللبناني، مما دفع الحرس الثوري إلى اتخاذ إجراءات أمنية مشددة في دير الزور. هذه الإجراءات تعكس القلق المتزايد من تداعيات النزاع الإقليمي وتأثيره على الأوضاع الأمنية في المنطقة.
تاريخيًا، يعود انتشار الميليشيات الإيرانية في سوريا إلى العام 2012، حيث زجّ بهم الحرس الثوري بهدف منع نظام الرئيس بشار الأسد من السقوط. وتعتبر محافظة دير الزور ومدينة البوكمال الواقعة على الحدود السورية-العراقية أبرز المناطق التي تنتشر فيها ميليشيات إيران، بالإضافة إلى ريف محافظة حلب ومناطق أخرى في شمال وجنوب البلاد.
وفقًا لمصدر عسكري مقرب من الميليشيات الإيرانية، تم نقل مستودعات أسلحة وآليات عسكرية، تشمل كاسحات ألغام وسيارات مصفحة، من حي الرصافة وقرى الجفرة وهرابش إلى مقرات عسكرية تابعة للحرس الثوري قرب مطار “T4” في بادية حمص.
تستمر التحركات العسكرية في المنطقة، مما يثير تساؤلات حول الاستراتيجيات الجديدة التي قد تتبعها إيران وميليشياتها في ظل الأوضاع المتغيرة. في هذا السياق، استهدفت الغارات الجوية مضافة لميليشيا الحرس الثوري في قرية الهري، ومستودعي أسلحة في قرية الحزام، كما طالت الضربات الجوية مستودعًا آخر في قرية السويعية، ومقرات عسكرية للحرس الثوري في حي هرابش.
أدت الغارات إلى مقتل نحو 60 شخصًا خلال شهر أيلول، بما في ذلك استهدافات جوية وبرية، مع استمرار المواجهات مع القوات الأميركية. تبعت الغارات حالة من الاستنفار في الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، حيث توجهت سيارات الإسعاف إلى الأماكن المستهدفة. كما أدى القصف إلى قطع الطريق الواصل بين مدينة دير الزور والريف الشرقي.
إضافة إلى ذلك، كانت غرب سوريا تحت سيطرة حزب الله، مما يشمل أيضًا العديد من الجماعات الشيعية الأصغر في حمص ودمشق ومناطق دير الزور. ومع ذلك، تؤكد التقارير أن إيران لا تزال بحاجة إلى وجود الميليشيات في سوريا للحفاظ على السيطرة على المناطق الاستراتيجية التي تعتبرها ضرورية لتوسعاتها.
الآن، تقتصر أدوار الميليشيات على القتال ضد الجماعات المتمردة والجماعات الكردية، مع التركيز على التمسك بالمناطق الحيوية لمواجهة الموقف الأميركي والغربي داخل سوريا.