كشف المحلل السياسي الإيراني مراد ويسي، كبير محللي إنترناشيونال، عن وجود اختراق استخباراتي عميق وطويل الأمد من قبل إسرائيل داخل إيران. تزامنت هذه التطورات مع نجاح إسرائيل في استهداف وقتل عدد من قادة حزب الله اللبناني، مما أثار تساؤلات حول كيفية تحقيق هذا الإنجاز الاستخباراتي.
تساءل ويسي عما إذا كانت إسرائيل قد حققت هذا النجاح من خلال اختراق شبكة استخبارات حزب الله، أو إذا كانت المعلومات قد تم تزويدها من خلال الشبكات الأمنية والاستخباراتية الإيرانية. تشير الأدلة المتاحة إلى أن الخيار الثاني هو الأكثر احتمالية.
أشار مسعود أسد اللهي، المستشار السابق لقاسم سليماني، إلى نقطة مهمة تتعلق بأجهزة البيجر التي استخدمها حزب الله، والتي انفجرت لاحقاً بشكل مريب.
وذكر أن هذه الأجهزة تم شراؤها عبر إيران وتم تسليمها دون الفحوصات الأمنية اللازمة. رغم محاولات بعض المصادر إنكار هذه المعلومات، تمسك أسد اللهي بدقة تصريحاته، مما يعكس النفوذ الإسرائيلي العميق في الهياكل الاستخباراتية الإيرانية.
يعتبر أسد اللهي مصدراً موثوقاً نظرًا لتاريخه في التعاون الوثيق مع سليماني وإلمامه العميق بهياكل الحرس الثوري الإيراني وحزب الله.
وتشير هذه التصريحات إلى أن إسرائيل تمكنت من الوصول إلى معلومات حساسة، مما سمح لها بالتخطيط لعمليات معقدة ضد قادة حزب الله، مثل حسن نصر الله الذي وُصف بأنه نجا من محاولات اغتيال إسرائيلية لأكثر من ثلاثة عقود.
إن النفوذ الإسرائيلي في الهياكل الأمنية الإيرانية ليس بالأمر الجديد. فقد تمكنت إسرائيل في عام 2020 من اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني في بغداد، رغم محاولاته لتغيير بطاقة SIM الخاصة بهاتفه عدة مرات في يوم واحد. في ذلك الوقت، كانت إسرائيل قد أبلغت الولايات المتحدة بموقع سليماني، مما أدى إلى هجوم أسفر عن مقتله مع أبو مهدي المهندس، قائد الحشد الشعبي.
علاوة على ذلك، جاء اغتيال محسن فخري زاده، المسؤول عن البرنامج النووي الإيراني، ليؤكد قوة النفوذ الإسرائيلي. وقد استمرت العمليات الإسرائيلية في استهداف شخصيات بارزة مثل رازي موسوي ومحمد رضا زاهدي، مما يدل على أن إسرائيل تمتلك تأثيراً كبيراً على الهياكل الاستخباراتية لإيران قبل اختراق حزب الله.
كما أقر علي يونسي، وزير الإعلام السابق، ومحمود أحمدي نجاد، الرئيس الإيراني السابق، بالنفوذ الإسرائيلي الواسع في إيران. وحذر يونسي من أن هذا التأثير يشكل تهديداً خطيراً على حياة جميع المسؤولين.
وأشار أحمدي نجاد إلى نجاح إسرائيل في الحصول على الوثائق النووية الإيرانية واختراق مؤسسات حساسة.
تشير الأدلة إلى أن التفوق الاستخباراتي الإسرائيلي قد يكون ناتجاً إما عن تقنيات متقدمة في التجسس أو عن وجود عملاء في الرتب العليا للمنظومة الأمنية الإيرانية. وقد تجلى هذا التفوق في اغتيال قادة بارزين مثل سليماني وفخري زاده.
إن النفوذ الإسرائيلي في الهياكل الأمنية الإيرانية ليس مجرد حالة عابرة، بل هو عملية مستمرة وعميقة. وقد وجهت هذه القضية ضربة قوية لحزب الله، مما أوضح ضعف البنية الأمنية للجمهورية الإسلامية أمام القوة الاستخباراتية الإسرائيلية.