تشهد ليبيا أزمة إنسانية متصاعدة مع استمرار تدفق اللاجئين السودانيين إليها منذ اندلاع الحرب في بلادهم. أظهرت أحدث بيانات صادرة عن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن عدد اللاجئين السودانيين الذين وصلوا إلى ليبيا تجاوز 100 ألف لاجئ، مع تركيز أعداد كبيرة منهم في مدينة الكفرة جنوب البلاد.
وتشير التقديرات إلى أن حوالي 65 ألف لاجئ سوداني يتواجدون حالياً في الكفرة، مع وصول مئات اللاجئين يوميًا. هذا التدفق الهائل يضع ضغطًا كبيرًا على الموارد والخدمات الأساسية في المدينة، مما يفاقم من الأزمة الإنسانية.
وتواجه المفوضية صعوبات كبيرة في تحديد الأعداد الدقيقة للاجئين السودانيين بسبب طبيعة الدخول غير النظامية عبر الحدود الشاسعة بين السودان وليبيا. كما تعاني من نقص البيانات الدقيقة من السلطات المحلية.
ويعاني اللاجئون السودانيون في ليبيا من ظروف إنسانية صعبة، حيث يعانون من نقص المياه النظيفة والغذاء والمأوى، وتعرضهم للأمراض. وتشير التقارير إلى أن البنية التحتية للمياه والصرف الصحي في المناطق التي يتواجد بها اللاجئون تتعرض لضغط شديد، مما يزيد من خطر انتشار الأمراض المعدية.
ودعت المفوضية إلى تقديم دعم عاجل للاجئين السودانيين في ليبيا، بما في ذلك توفير المأوى والمياه والغذاء والرعاية الصحية. كما أكدت على أهمية دعم المجتمعات المحلية التي تستقبل اللاجئين، وتوفير حماية خاصة للأسر التي تعولها نساء.
وتعتبر هذه الأزمة الإنسانية تحديًا كبيرًا للحكومة الليبية والمنظمات الدولية، حيث تتطلب حلولًا شاملة وطويلة الأجل.