أعرب كبار المسؤولين الأميركيين عن قلقهم المتزايد إزاء تصاعد التوترات بين الصومال وإثيوبيا على الوصول إلى البحر الأحمر، حيث شغل هذا النزاع مقديشو خلال الأشهر التسعة الماضية بعد أن أعلنت أديس أبابا عن نواياها في السيطرة على المنطقة.
اتفاق أثار الجدل
وقعت إثيوبيا اتفاقًا مع أرض الصومال، وهي منطقة منشقة عن الصومال، يسمح لها بالوصول إلى 20 كيلومترًا من البحر الأحمر لبناء قاعدة عسكرية وميناء، وذلك في مقابل الاعتراف بأرض الصومال كدولة ذات سيادة. هذا التحرك أثار غضب الحكومة الصومالية، التي اتهمت إثيوبيا بانتهاك سلامتها الإقليمية.
رد الفعل الصومالي
ردًا على ذلك، أبرمت الصومال اتفاقية عسكرية مع مصر، مما زاد من تعقيد التوترات في منطقة القرن الأفريقي. وعبّر المسؤولون الأميركيون وحلفاؤهم الغربيون عن مخاوفهم من أن انشغال الصومال بالصراع مع إثيوبيا قد يتيح لحركة الشباب استعادة الأراضي والزخم الذي فقدته.
استراتيجية الصومال ضد الشباب
قبل بداية هذا الصراع، كانت الحكومة الصومالية قد أعلنت حربًا شاملة ضد حركة الشباب، حيث حققت تقدمًا ملحوظًا في المناطق الوسطى والجنوبية. ومع ذلك، يشير المسؤولون إلى أن هذه المكاسب باتت في خطر، مع تدهور الوضع الأمني بسبب الصراع المستمر.
تزايد التوترات الإقليمية
تسعى مصر، التي تشعر بالغضب من سد النهضة الإثيوبي، إلى تعزيز دورها في الصراع. فقد أرسلت مؤخرًا شحنة من الأسلحة إلى مقديشو، مما أثار قلق الولايات المتحدة، التي لديها قوات خاصة متمركزة في الصومال لتقديم المشورة للجيش المحلي.
دور إثيوبيا ومخاوف بشأن الاستقرار
بينما كانت إثيوبيا تقليديًا تدعم بعثات حفظ السلام في الصومال، تعبر الحكومة الصومالية الآن عن استيائها من وجودها، مشيرة إلى أنها لا تزال “غير مرحب بها”. في ظل هذا الوضع، يطرح المراقبون تساؤلات حول نوايا مصر في المنطقة وتأثير ذلك على جهود مكافحة حركة الشباب.
أثر الصراع على العمليات ضد الشباب
تشير التقارير إلى أن العمليات ضد حركة الشباب قد تم تقليصها بسبب الصراع مع إثيوبيا، حيث توقفت المرحلة الثانية من العمليات في ظروف غير معروفة. وقد استهدفت حركة الشباب في الآونة الأخيرة منشآت عسكرية في الصومال، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني.
تأثير التوسع الإثيوبي
من جانبه، حذر الرئيس حسن شيخ محمود من المخاطر التي تنطوي عليها رغبة إثيوبيا في توسيع أراضيها، مشيرًا إلى أن هذه الخطط قد تؤدي إلى عودة ظهور حركة الشباب في المناطق التي فقدت فيها السيطرة.
هذا الوضع المتدهور يثير قلقًا واسعًا لدى المجتمع الدولي، ويشير إلى الحاجة الملحة للتدخل الفوري لضمان استقرار المنطقة وحماية المدنيين.