في تطور جديد، عرضت أوكرانيا تعاونها مع إسرائيل لمواجهة “التهديدات المسلحة القادمة من إيران”، إلا أن الحكومة الإسرائيلية تبدو مترددة في قبول هذا العرض.
وأكد سفير أوكرانيا لدى إسرائيل، يفغيني كورنيشوك، في مقابلة مع موقع “واي نت” الإخباري، أن إيران تمثل “العدو المشترك” للبلدين، داعيًا إلى توحيد الجهود لمواجهتها.
جاءت تصريحات كورنيشوك بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي عن مقتل أربعة جنود إسرائيليين في هجوم بطائرة مسيرة تابعة لحزب الله بالقرب من حيفا. في الوقت نفسه، واصلت روسيا استخدام الطائرات الإيرانية المسيرة في الحرب ضد أوكرانيا، حيث تم إطلاق 66 طائرة إيرانية الصنع على الأراضي الأوكرانية في يوم واحد.
تتعرض أوكرانيا منذ أكثر من عامين لهجمات انتحارية بواسطة الطائرات المسيرة، حيث أُطلقت نحو 1400 طائرة إيرانية، بالإضافة إلى مئات الصواريخ ضد أهداف أوكرانية في الشهر الماضي فقط. وقد فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على إيران بسبب هذه الأنشطة، رغم نفي طهران الاتهامات الموجهة إليها.
وأشار كورنيشوك إلى أن إسرائيل يجب أن تستفيد من التجارب الأوكرانية في التعامل مع الطائرات المسيرة الإيرانية، مضيفًا أن “دولتين تتقاتلان مع محور الشر”. ورغم أن إسرائيل قدمت بعض التكنولوجيا لأوكرانيا لتحذيرها من الضربات الجوية، إلا أن كييف تسعى لتوسيع نطاق التعاون ليشمل تبادل التكنولوجيا والمعلومات العسكرية.
تشير التقارير إلى أن العديد من الشخصيات المؤثرة في إسرائيل تشعر بالقلق من عدم استغلال الحكومة الإسرائيلية لتجارب أوكرانيا في مواجهة التهديدات الإيرانية. كما عبّر وزير الدفاع الأوكراني السابق، أليكسي ريزنيكوف، عن ضرورة إرسال الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية إلى أوكرانيا لاختبارها في ظروف القتال.
يبدو أن إسرائيل تسعى لتجنب تصعيد التوتر مع روسيا، خاصةً في ظل تعزيز التعاون الاستراتيجي بين موسكو وطهران. وقد أقر بعض المشرعين الإسرائيليين بضرورة تغيير النهج “الحذر” تجاه روسيا، لكن الجهود لم تحقق نتائج ملموسة حتى الآن.
تظل العلاقات الأوكرانية-الإسرائيلية محاطة بتحديات معقدة، حيث يسعى كل طرف إلى مواجهة التهديدات المشتركة. ومع ذلك، تبقى الحكومة الإسرائيلية مترددة في توسيع التعاون، مما قد يؤثر على جهود التصدي للتحديات الأمنية من إيران.