شهدت شمال غزة تصعيدًا خطيرًا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، حيث أفادت تقارير بمقتل عشرات الفلسطينيين في غارات جوية مكثفة شنتها القوات الإسرائيلية. وتأتي هذه العمليات ضمن جهود إسرائيلية تهدف إلى منع حركة حماس من إعادة تجميع صفوفها.
وفي بيان له، أكد الجيش الإسرائيلي أن قواته نفذت عمليات في منطقة جباليا، حيث “قضت على العديد من الإرهابيين” خلال مواجهات قريبة، وفقًا لادعاءاته. وقد استهدفت الغارات مناطق واسعة في جباليا، حيث تم إصدار أوامر بالإخلاء من قبل الجيش الإسرائيلي، مما أدى إلى نزوح عدد كبير من السكان.
في المقابل، أفادت وزارة الصحة في غزة بأن الهجمات الإسرائيلية تركزت أيضًا على البنية التحتية الصحية، مع استهداف مباشر للمستشفيات. وذكر منير البرش، مدير وزارة الصحة، أن مستشفى الإندونيسي شهد انقطاعًا للتيار الكهربائي، مما أدى إلى وفاة شخصين في وحدة العناية المركزة.
ووفقًا لمكتب الإعلام الحكومي في غزة، أُعلن عن مقتل 33 شخصًا، بينهم 21 امرأة، في غارة واحدة على شمال القطاع، كما أفاد الدفاع المدني بوقوع إصابات جراء عدة غارات أخرى.
يقول السكان في المنطقة إنهم يعيشون تحت ضغط شديد نتيجة القصف المتواصل، حيث وصف إسماعيل زايدة، أحد الفلسطينيين، المشهد قائلًا: “طوال الليل، نسمع الغارات الجوية العنيفة بلا توقف، لا ننام”.
تأتي هذه التصعيدات في سياق حملة عسكرية واسعة النطاق أعلنها الجيش الإسرائيلي، والتي تهدف إلى منع حماس من تعزيز قدراتها العسكرية، بعد معلومات استخباراتية تفيد بمحاولات الحركة “لإعادة بناء قدراتها العملياتية في المنطقة”.
في ضوء هذه الأوضاع، يبقى الوضع الإنساني في غزة متأزمًا، حيث تواجه المؤسسات الصحية تحديات كبيرة في توفير الرعاية للجرحى والمصابين، بينما يواصل المدنيون المعاناة من آثار النزاع المستمر.