لا يمكن المقارنة بين الرقى والانحدار، القمة والقاع، الطرب والتلوث السمعى، التنافس الفنى الذى يتحول إلى نغمات وألحان وأصوات ترفعك إلى السماء وخناقات النواصى التى تسمع فيها أحط الألفاظ والتعبيرات.
هكذا هو الفارق بين تنافس أهل الغناء وعمالقة الطرب وبين معارك صغار المدعين على الفن والغناء الذين تضخموا بفعل السوشيال ميديا فأفسدوا الذوق العام وحولوا الغناء إلى ساحة ردح مباح فيها استخدام كل الأسلحة لتشويه الخصوم وارتكاب جرائم فى حق الفن.
ويستعد النجوم لإحياء حفل “ليلة عبدالوهاب”، يوم الجمعة المقبل الموافق 25 أكتوبر، على مسرح أبو بكر سالم.
وتستضيف الرياض واحدة من أروع الليالي الموسيقية، حيث ستجمع بين روائع موسيقار الأجيال الراحل محمد عبدالوهاب وأداء نخبة من أشهر نجوم الغناء في الوطن العربي.
ويشارك في هذا الحدث المميز خمسة من ألمع نجوم الغناء العربي، وهم: (محمد ثروت، وماجد المهندس، وصابر الرباعي، ونور مهنا، ومي فاروق).
مؤخرا انشغل الكثيرون بمعارك واهية افتعلها من يطلقون على أنفسهم كذبا فنانين، واستخدموا فيها منصات السوشيال ميديا واستغلوا جنون التريند فى معارك لا ترقى إلى مسمى المعارك الفنية ولا يمكن وصفها بالتنافس الشريف، فهى أقرب إلى حرب الشوارع وخناقات الحوارى التى يستخدم فيها الخصوم الألفاظ الخادشة والبذيئة والبلطجة فتحتشد هذه الخناقات بالبشر بين مشارك ومتفرج ومشجع.
شتان بين التنافس الفنى فى زمن العمالقة وبين المعارك التى يفتعلها المدعون، بين سباق كوكب الشرق وموسيقار الأجيال وفريد الأطرش والعندليب وغيرهم من نجوم الزمن الجميل وبين خناقات حمو بيكا وشطة والأسد والقطة.
لا ينكر أحد أن نجوم الزمن الجميل كان بينهم تنافس فنى يتسابقون خلاله على قلوب وإعجاب الجماهير، فنتج عن هذا التنافس فن عابر للعصور والأجيال ذو مذاقات مختلفة، ولكنه كان تنافسا راقيا ذكيا مثمرا لا يصل إلى درجة العداوة بل كان بين أغلب هؤلاء المتنافسين العمالقة صداقات ولقاءات وصور توضح حالة الود مهما اشتدت المنافسة.
بدأت المنافسة بين العملاقين أم كلثوم وعبدالوهاب فى العشرينيات عندما كان يغنيان وكلاهما يحيى حفلا كل أسبوع، واستمرت خلال السنوات التالية وحتى قيام الثورة، واستبعد كل منهما التعاون مع الآخر فى عمل يجمعهما لحنا وغناء، فكوكب الشرق لها مذاق ولون خاص فى ألحان السنباطى وذكريا أحمد والقصبجى بينما لألحان عبدالوهاب مذاق آخر.
أم كلثوم تميل للألحان الكلاسيكية، فى حين أن عبدالوهاب يميل للتجديد، فضلا عن أن كوكب الشرق كانت مؤسسة ولم تكن مجرد مطربة ولم ترغب فى أن تدور فى فلك عبدالوهاب مثل باقى المطربات، كما أن عبدالوهاب لم يكن لديه استعداد قبل إلحاح الرئيس عبدالناصر للتعاون مع أم كلثوم.
لأنه كان يرى أنه لن يصنع شيئاً ذا شأن إذا اكتفى بالتنويع على الألحان الكلثومية المعروفة، ولن يكون عبدالوهاب الذى يعرفه الناس، وإذا لحن لها الألحان التى تروق له فقد لا تروق لها، وتطلب تغييرها، وهو ما كان معروفا عن كوكب الشرق فى التعامل مع الملحنين والشعراء، حيث تضع لمساتها وما تريده من تغييرات على اللحن والكلمات.
وفي السياق، أعلن تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه السعودية، عن تفاصيل الحفل الكبير بعنوان “ليلة الطرب لروائع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب”، والذي سيقام ضمن فعاليات موسم الرياض على خشبة مسرح أبو بكر سالم يوم الجمعة، 25 أكتوبر الحالي.
بحسب الإعلان الذي نشره تركي آل الشيخ على حسابه الرسمي في “إنستغرام”، سيشهد الحفل مشاركة مجموعة من أبرز نجوم الطرب العربي، من بينهم محمد ثروت، صابر الرباعي، ماجد المهندس، مي فاروق، ونور مهنا.
سيصاحبهم أوركسترا ضخمة تضم أكثر من 100 عازف تحت قيادة المايسترو وليد فايد.
وأشار تركي آل الشيخ إلى أن “ليلة الطرب لروائع موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب” هي احتفالية تهدف إلى تكريم إرث هذا الموسيقار العظيم، الذي يُعد أحد أعمدة الموسيقى الكلاسيكية العربية.
وأضاف آل الشيخ: “لم يكن عبد الوهاب مجرد ملحن بارع، بل كان أيضًا مطربًا مبتكرًا أدخل العديد من التجديدات على الموسيقى الشرقية. هذه الليلة ستكون فرصة للجيل الجديد لاكتشاف فن عبد الوهاب والاستمتاع بأعماله الخالدة التي أداها كبار المطربين في العالم العربي”.
يُذكر أن موسم الرياض في نسخته الخامسة قد انطلق في 12 أكتوبر، مع فعاليات متنوعة تضمنت نزالات ملاكمة تاريخية وأول نزال ملاكمة نسائي عالمي في السعودية، إلى جانب حفلات موسيقية عالمية. من المقرر أن تستمر الفعاليات حتى مارس 2025.
وواصل «موسم الرياض 2024» بهذا التنوع والتميز تحقيق نجاحاته، مؤكداً مكانته وجهةً عالمية تجمع بين مختلف عناصر الترفيه في قلب العاصمة السعودية.