بثت شبكة CNN تقريرا مصورا بصوت تم تغييره بواسطة برامج مؤثرات صوتية لحماية الجندي الاسرائيلي الذي كشف عن ما يسمى “ببروتوكول الباعوض” الذي تعمل به وحدات جيش الاحتلال في غزة. وخلال التقرير إكد جنود إسرائيليون وأسرى فلسطينيون سابقون أن الجيش الإسرائيلي اتخذ من المعتقلين الفلسطينيين دروع بشرية ومن بينهم أطفال لم تتجاوز أعمارهم ١٦ عاما، حيث تم إجبار الفلسطينيين على دخول المنازل والأنفاق التي يحتمل أن تكون مفخخة في غزة لتجنب تعريض قوات جيش الاحتلال للأذى.
وكشف أحد الجنود أن وحدته احتجزت سجينين فلسطينيين لغرض واضح هو استخدامهما كدروع بشرية لاستكشاف الأماكن الخطرة، مؤكدا أن هذه الممارسة معتمدة بين الوحدات الإسرائيلية في غزة على نطاق واسع في جميع أنحاء القطاع: في شمال غزة، ومدينة غزة، وخانيونس، ورفح.
واشار الجندي إلى أنه عندما شكك في هذه الممارسة، قال له أحد قادته: “من الأفضل أن ينفجر الفلسطيني وليس جنودنا”، مضيفا: “إنه أمر صادم للغاية، ولكن بعد بضعة أشهر في غزة فإنك تميل إلى عدم التفكير بوضوح. أنت متعب فقط. فمن الطبيعي أنني أفضل أن يعيش جنودي. لكن هذه ليست الطريقة التي يعمل بها العالم”.
وأكد أنه ورفاقه رفضوا الاستمرار في هذه الممارسة بعد يومين وواجهوا قائدهم بالأمر. وقال الجندي إن قائدهم، الذي أخبرهم في البداية بعدم “التفكير في القانون الدولي وأن حياتهم أكثر أهمية، رضخ في النهاية وأطلق سراح الفلسطينيين”، مبينا أن “حقيقة إطلاق سراحهم أوضحت له أنه لا علاقة لهم بحماس، وأنهم ليسوا إرهابيين”.
وذكرت CNN أن رواية الجندي تتوافق مع مقابلات أجريت مع خمسة معتقلين فلسطينيين سابقين في غزة. روى جميعهم كيف تم أسرهم من قبل القوات الإسرائيلية وإجبارهم على دخول أماكن يحتمل أن تكون خطرة قبل الجيش.
وحسب تقرير CNN قال محمد سعد (20 عاما) إن الجيش الإسرائيلي اعتقله بالقرب من رفح، أثناء محاولته الحصول على مساعدات غذائية له ولإخوته الصغار، مضيفا: “أخذنا الجيش في سيارة جيب، ووجدنا أنفسنا داخل رفح في معسكر للجيش”.
وكشف أنه تم احتجازه هناك لمدة 47 يوما، واستخدم خلال تلك الفترة في مهام استطلاعية لتجنب تعريض الجنود الإسرائيليين للخطر.
وتابع قائلا: “ألبسونا الزي العسكري، ووضعوا علينا كاميرا، كانوا يطلبون منا القيام بأشياء مثل تحريك هذه السجادة، قائلين إنهم يبحثون عن الأنفاق. كانوا يقولون: “قم بالتصوير تحت الدرج”. إذا وجدوا شيئا، سيطلبون منا أن نخرجه. على سبيل المثال، كانوا يطلبون منا إخراج متعلقات المنزل، ونقل الأريكة، وفتح الثلاجة، وفتح الخزانة”.
وأوضح أن الجنود كانوا مرعوبين من وجود متفجرات مخبأة، وقال: “كنت أرتدي الزي العسكري الاسرائيلي، لكن في المهمة الأخيرة أخذوني بملابس مدنية. ذهبنا إلى أحد المواقع وأخبروني أنه يتعين علي تصوير دبابة تركها الجيش الإسرائيلي خلفه. كنت مرعوبا وخائفا من تصوير ذلك، فضربوني على ظهري بعقب البندقية”.
وأكد تقرير CNN أنه لم يكن جميع الفلسطينيين الذين تم استخدامهم من البالغين. وقال محمد شبير (17 عاما) إن الجنود أسروه بعد أن قتلوا والده وشقيقته خلال مداهمة منزلهم في خان يونس.
ويتذكر قائلا: “كنت مقيد اليدين ولم أرتدي سوى ملابس داخلية. لقد استخدموني كدرع بشري، وأخذوني إلى المنازل المهدمة، وهي أماكن يمكن أن تكون خطرة أو تحتوي على ألغام أرضية”.
وردا على ذلك، قال الجيش الإسرائيلي في بيان للشبكة إن “توجيهات الجيش الإسرائيلي وإرشاداته تحظر بشكل صارم استخدام المدنيين المحتجزين في غزة في العمليات العسكرية. يتم توضيح البروتوكولات والتعليمات ذات الصلة بشكل روتيني للجنود في الميدان أثناء النزاع”.