لم يعد هذا المشهد غريباً على غزة، التي ودعّت آلافا من أبنائها منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع المحاصر.
إلا أن للدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، مأساة أخرى.
فبعد أن حاصرت القوات الإسرائيلية الصرح الطبي، ثم اقتحمته واعتقلت من بداخله، واستقبلها هو بردائه الأبيض رافعاً يديه، وصلت جثة ابنه.
إذ قتل القصف الإسرائيلي على شمال القطاع ابن صفية الشاب، وظهر بمقطع فيديو حاملاً نعشه على كتفيه ودموعه تملأ وجهه.
كما أطل يبحث لفلذة كبده عن قبر بين الشوارع التي غطاها الركام، مستقبلا التعازي ممن حوله.
وظهر صفية بردائه الطبي يؤدي صلاة الجنازة ويودع ابنه.
يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي كان حاصر مستشفى كمال عدوان ساعات ثم اقتحمه فجر الجمعة، للمرة الـ14 على التوالي، ضمن عمليته العسكرية المستمرة منذ نحو 20 يوما في شمال غزة.
وأكدت إدارة المستشفى أن الاقتحام ألحق أضرارا جسيمة بالمبنى، وقتل أطفالا جراء قصف غرفة الأكسجين.
كذلك اعتقلت القوات الإسرائيلية عددا كبيرا من المتواجدين في المستشفى، واقتادتهم لمركز تحقيق ميداني، ومن بينهم عبود بطاح، وشقيقه علي عراة.