تشهد ولايتي الجزيرة والنيل الأزرق في السودان تصعيدًا خطيرًا في أعمال العنف، حيث تواصل مليشيا الدعم السريع ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق المدنيين العزل.
فقد تعرضت مدينة الهلالية في ولاية الجزيرة لحصار خانق من قبل المليشيا، تبعه اقتحام واسع للمدينة وارتكاب مجازر بشعة بحق المدنيين. أفادت مصادر محلية بارتفاع عدد القتلى إلى 141 قتيلاً، من بينهم عشرات القتلى ذبحًا.
وقد أشار خالد العبيد، الناشط في عمليات إجلاء الجرحى، إلى أن الإحصائيات تم جمعها عبر ثلاث مراحل، شملت الضحايا من ساعات الهجوم الأولى، بالإضافة إلى الجثث التي وُجدت داخل المنازل وأخرى ألقيت على أطراف قنوات الري وفي الحقول الزراعية.
وأشارت المصادر إلى أن المليشيا قامت بتهجير السكان قسريًا وحصرهم في المساجد والخلاوي.
كما هاجمت مليشيا الدعم السريع قرية المتمة في ريف الكاملين، وشرعت في تهجير السكان منها.
كما تقوم مليشيا الدعم السريع بإيقاف ونهب جميع شبكات الاستارلنك الفضائي، وعمليات نهب وتخريب واسعة للممتلكات العامة والخاصة، بما في ذلك المواد الغذائية والتموينية. يشكل هذا الأمر خطرًا حقيقيًا على حياة الأهالي المحتجزين، الذين يواجهون خطر المجاعة.
وتشير التقارير إلى أن المليشيا تقوم بإيقاف ونهب جميع شبكات الاتصال الفضائي، مما يعيق جهود الإغاثة والإنقاذ، ويحول دون نقل المعلومات عن الأوضاع المأساوية التي يعيشها المدنيون.
تدعو المنظمات الحقوقية والدولية إلى التدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وتقديم مرتكبيها للعدالة. كما تطالب المنظمات الإنسانية بتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة للمدنيين المتضررين.
تؤكد منظمة نداء الوسط على ضرورة تصنيف مليشيا الدعم السريع كـ”تنظيم إرهابي”، نظرًا لانتهاكاتها الواضحة للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية. ويدعو التقرير جميع الجهات والمنظمات الإنسانية إلى ممارسة دورها لإنقاذ ما تبقى من أهالي مدينة الهلالية والمواطنين الآخرين الذين يتعرضون يوميًا للاعتداءات.