تشهد ولاية الجزيرة في السودان كارثة إنسانية متصاعدة، حيث يواصل آلاف المدنيين الهروب من قراهم ومدنهم سيراً على الأقدام هرباً من انتهاكات مليشيا الدعم السريع.
معاناة لا توصف:
يعاني النازحون من ظروف إنسانية صعبة للغاية، حيث يسجل العديد من الوفيات بين كبار السن والأطفال والمرضى نتيجة مشقة الرحلة وانعدام الأدوية والمياه والغذاء. كما تعاني النساء الحوامل من حالات إجهاض بسبب هذه الظروف القاسية.
وقد تم تسجيل العديد من الوفيات بين أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن والأطفال، بسبب مشقة الرحلة ونقص الأدوية والغذاء ومياه الشرب، بالإضافة إلى حالات إجهاض بين النساء الحوامل.
الدويم تستقبل النازحين:
شهدت مدينة الدويم موجات نزوح كبيرة من قرى محلية أم رمتة، حيث لجأ الآلاف من الأسر إليها هرباً من بطش المليشيا التي تمارس السلب والنهب وفرض الجبايات.
وشهدت الدويم والمناطق المحيطة موجات نزوح عالية من القرى التابعة لمحلية أم رمتة مثل الصوفي والعلقة والحسين والشاتاوي.
ومنذ 30 أكتوبر، دخلت أعداد كبيرة من الأسر التي فرّت من بطش مليشيا الدعم السريع، والتي تمارس السلب والنهب وتفرض الجبايات على المواطنين في تلك المناطق.
نداء عاجل للمساعدة:
توجه نداء عاجل إلى حكومة الولاية ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الخيرية لتقديم المساعدات العاجلة للنازحين وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم من مأوى ومياه وغذاء ودواء.
تجدر الإشارة إلى أن المعارك في السودان بدأت في منتصف أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان ومليشيا الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”.
حرب الجزيرة
وتواصلت المعارك العنيفة في ولاية الجزيرة، حيث تسيطر مليشيا الدعم السريع على المنطقة منذ أواخر العام الماضي، مما أدى إلى مقتل نحو 200 شخص خلال 10 أيام نتيجة للاشتباكات.
منذ فبراير الماضي، شهدت ولاية الجزيرة انقطاعًا شبه كامل لشبكات الاتصالات وخدمات الإنترنت، مما صعّب من التواصل بين السكان.
وأدت موجة العنف في المنطقة إلى نزوح عشرات الآلاف، حيث يُشير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى نزوح أكثر من 47 ألف شخص إلى ولايتي كسلا والقضارف.
الحرب في السودان خلفت عشرات آلاف القتلى وشرّدت أكثر من 11 مليون شخص، من بينهم 3.1 مليون نزحوا خارج البلاد، مما جعلها واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث، وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة.