مع اقتراب يوم التصويت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يزداد نشاط المرشحين الرئيسيين. بينما تسافر كامالا هاريس، نائبة الرئيس، إلى ولايات “حزام الصدأ” الاقتصادي، يتوجه دونالد ترامب إلى الولايات المتأرجحة الكبرى، ما يعكس أهمية هذه الحملات في تحديد مصير الانتخابات.
الولايات المتأرجحة وحزام الصدأ
تعتبر الولايات المعروفة باسم “حزام الصدأ” مجموعة من الولايات الصناعية السابقة في شمال شرق الولايات المتحدة، والتي تعاني من تدهور اقتصادي منذ الثمانينيات. بينما تشتمل الولايات المتأرجحة على تلك التي تتمتع بأعداد متقاربة من الأصوات بين المتنافسين، مما يجعلها محورية في نتائج الانتخابات.
حتى الآن، أدلى حوالي 75 مليون شخص بأصواتهم المبكرة، مع بقاء المنافسة متقاربة جدًا. وأظهر متوسط استطلاعات الرأي أن الفجوة بين المرشحين لم تتجاوز ثلاث نقاط مئوية في الولايات السبع المتأرجحة.
أنشطة الحملة
تبدأ هاريس يومها في ولاية ميشيغان، حيث ستقوم بزيارات متعددة تشمل ديترويت وبونتياك، وتنتهي بتجمع حاشد في جامعة ولاية ميشيغان. تحاول هاريس الحفاظ على دعم الولايات العظمى التي كانت دائمًا حجر الزاوية للحزب الديمقراطي.
في المقابل، يركز ترامب على بنسلفانيا ونورث كارولينا وجورجيا، وهي ولايات ذات أهمية كبيرة في الهيئة الانتخابية. ورغم عدم تنظيمه فعاليات في مناطق ذات كثافة سكانية لاتينية، إلا أن بنسلفانيا تضم عددًا كبيرًا من السكان البورتوريكيين، مما يضيف تعقيدًا لحملته.
قلق داخل المجتمع الأسود
تواجه هاريس تحديًا في الحفاظ على دعم المجتمع الأسود، الذي أظهر تراجعًا ملحوظًا. يقر مساعدو هاريس أن الطريق لا يزال طويلاً للحصول على دعم كافٍ من الرجال السود لمضاهاة ما حققه بايدن في 2020. هذا بالإضافة إلى القلق المتزايد بين العرب الأمريكيين بسبب سياسات بايدن تجاه إسرائيل.
استطلاعات الرأي
حاليًا، تشير استطلاعات الرأي إلى أن هاريس تحصل على 226 صوتًا انتخابيًا بينما يحصل ترامب على 219. وقد أظهر استطلاع حديث في ولاية أيوا تقدم هاريس على ترامب بعد أن كانت متأخرة عنه سابقًا.
التأثير الإقليمي والدولي
في ظل هذه الحملة الانتخابية، تتزايد المخاوف في طهران من عودة ترامب إلى السلطة، حيث يُعتبر ذلك بمثابة تهديد كبير للسياسة الإيرانية. المسؤولون الإيرانيون قلقون من أن فوز ترامب سيؤدي إلى زيادة دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، ما قد يعزز من الهجمات ضد المواقع الإيرانية.
بينما تتسارع الأنشطة الانتخابية، تبقى الأمور غير محسومة، والانتخابات القادمة قد تكون لها تأثيرات بعيدة المدى، ليس فقط على السياسة الداخلية الأمريكية، بل أيضًا على العلاقات الدولية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط. تظل أعين العالم على الولايات المتحدة حيث تستعد لاختيار رئيسها القادم.