تحدث عضو الهيئة القيادية بتنسيقة تقدم ونائب رئيس حزب المؤتمر السوداني، خالد عمر يوسف، عن أهمية إنشاء مناطق آمنة ومحمية داخل السودان، مشيرًا إلى أن الأوضاع المتدهورة في البلاد تتطلب تحركًا عاجلًا لحماية الملايين من المدنيين الذين تأثرت حياتهم بسبب النزاع المستمر.
وقال يوسف في تصريحاته إن السودان يفتقر لمناطق آمنة حقيقية، مؤكدًا أن الحرب، التي اندلعت قبل عام ونصف في الخرطوم، دفعت أعدادًا كبيرة من السكان للنزوح إلى ولايات أخرى، لكن النزاع لاحقهم، فانتقل إلى دارفور وكردفان ووصل إلى ولايات الجزيرة وسنار وغيرها.
وأشار إلى أن ولاية الجزيرة، التي كانت مستقرة، تعرضت لهجمات قوات الدعم السريع، مما أدى إلى انتهاكات جسيمة ضد المدنيين، فضلًا عن إغلاق المعابر الإنسانية في عدة مناطق، مما يهدد السكان بالجوع والمرض.
وأكد أن هناك ولايات مستقرة نسبيًا، مثل جنوب وشرق دارفور، لكن الطلعات الجوية المستمرة للقوات المسلحة تعيق حياة المدنيين فيها، كما أن النزاع بات على مشارف ولايات نهر النيل والقضارف، مما ينذر بتوسعه.
وأوضح يوسف أن استمرار القتال بهدف “فرض الأمان بالقوة” سيؤدي إلى اتساع دائرة الحرب، مشيرًا إلى أن دعوات تسليح المدنيين ستزيد من فوضى النزاع وتؤدي إلى مزيد من الانهيار وتعدد الجيوش المسلحة، مشددًا على خطورة دفع مدنيين غير مدربين للقتال ضد جيوش مدججة بالسلاح.
وأكد أن حزب المؤتمر السوداني، ضمن معسكر السلام، يدعو منذ بداية الحرب إلى وقف فوري للأعمال العدائية وفتح حوار للوصول إلى حل عادل ومستدام.
وأضاف أن الحزب دعم المبادرات المحلية والدولية التي تهدف إلى حل النزاع، منها المبادرة التي طرحت في يناير الماضي وأدت إلى إعلان أديس أبابا، لكن القوات المسلحة تراجعت عن الاتفاق، مما أدى إلى فشل المحاولة في وقف القتال.
وفي ظل استمرار النزاع، دعا يوسف إلى تبني فكرة إنشاء مناطق آمنة منزوعة السلاح تحت مراقبة دولية، معتبرًا أنها حل عملي يوفر حماية فورية للمدنيين ويضمن احتياجاتهم الأساسية من غذاء ودواء ويمنع استهدافهم من قبل الأطراف المتقاتلة.
وفي ختام حديثه، شدد خالد عمر يوسف على أن معاناة المدنيين لا ينبغي أن تُستغل كأداة لتحقيق مكاسب سياسية لأي طرف، مؤكدًا أن بعض الجهات تتعمد إذكاء النزاع لتحقيق مكاسب خاصة، دون اكتراث بحياة المدنيين.
وأضاف أن حزب المؤتمر السوداني سيواصل السعي لحماية المدنيين ووقف الحرب عبر كافة الوسائل الممكنة، داعيًا إلى وضع مصلحة الشعب ووقف “الجنون الإجرامي” فوق أي مصالح أخرى.