في ظل تقدم المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية على مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس، تُعتبر الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة من أبرز الأحداث السياسية في العالم، وتتسم بطبيعة نظامها الانتخابي الفريد، حيث يعتمد اختيار الرئيس على أصوات المجمع الانتخابي، وليس بالضرورة على التصويت الشعبي المباشر.
يلعب ما يُعرف بـ “الولايات المتأرجحة” دورًا محوريًا في تحديد الفائز النهائي بين ترامب وهاريس، حيث تتغير أنماط التصويت فيها من دورة انتخابية إلى أخرى، بناءً على تفضيلات الناخبين في تلك الولايات.
- نظام المجمع الانتخابي وأهمية الـ 270 صوتًا
تعتمد الانتخابات الأمريكية على نظام المجمع الانتخابي، حيث يتم تخصيص عدد معين من الأصوات لكل ولاية، استنادًا إلى عدد سكانها.
وللفوز بالرئاسة، يحتاج المرشح إلى الحصول على أغلبية أصوات المجمع الانتخابي، والتي تبلغ 270 صوتًا من أصل 538. هذه الأصوات تتوزع بين الولايات، وتعتبر الأصوات التي تأتي من الولايات المتأرجحة هي الأكثر أهمية، إذ أنها قد تنتقل بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، بناءً على التغيرات في توجهات الناخبين.
- الولايات المتأرجحة الرئيسية
الولايات المتأرجحة التي تؤثر بشكل كبير على نتائج الانتخابات تشمل:
نورث كارولاينا
ميشيجان
بنسيلفانيا
ويسكونسن
نيفادا
أريزونا
جورجيا
تختلف هذه الولايات في أنماط تصويتها من دورة انتخابية إلى أخرى، مما يجعلها ساحة تنافس شديدة بين المرشحين. وغالبًا ما يحرص كلا الحزبين على كسب دعم الناخبين في هذه الولايات من خلال حملات مكثفة ووعود تستهدف مصالحهم المحلية.
- التقدم المبكر للحزب الجمهوري
عادةً ما يظهر الحزب الجمهوري تقدمًا في المراحل الأولى من عملية الفرز، ويرجع ذلك إلى أن بعض الولايات ذات التوجه الجمهوري تبدأ فرز الأصوات في وقت مبكر. إلا أن النتائج النهائية تتأخر في الظهور بسبب الإجراءات المتبعة في الولايات المتأرجحة، والتي تستمر في فرز الأصوات حتى وقت متأخر.
- صعوبة التنبؤ بالفائز في هذه الانتخابات
تعد هذه الانتخابات خاصة من حيث صعوبة التنبؤ بمن سيكون الفائز، وذلك بسبب عدم قدرة أي مرشح على تجاوز نسبة 50% في استطلاعات الرأي حتى الآن. تشير هذه النتيجة إلى منافسة شديدة بين المرشحين، وتجعل مسألة تحديد الفائز أكثر تعقيدًا، خاصة مع تزايد أهمية أصوات الولايات المتأرجحة.
- الولايات الثلاث الحاسمة لفرص كاملا
تحتاج كاملا، مرشحة الحزب الديمقراطي، للفوز في ثلاث ولايات متأرجحة على الأقل من أجل تعزيز فرصها في الفوز، وهي:
بنسيلفانيا
ميشيجان
ويسكونسن
حتى اللحظة، تبدو كاملا مطمئنة فقط في ولاية ميشيجان، لكنها تحتاج إلى تأمين الفوز في بنسيلفانيا وويسكونسن أيضًا. وفي حال خسارتها لأحد هذه الولايات، ستصبح فرصها في الفوز ضعيفة للغاية، مما يبرز أهمية هذه الولايات الثلاث في تحديد مسار الانتخابات.
- الوضع الراهن للولايات المتأرجحة
حُسمت نتيجتا ولايتي جورجيا ونورث كارولاينا كما كان متوقعًا، ويظل التركيز على الولايات الثلاث الأكثر تأثيرًا: ويسكونسن، ميشيجان، وبنسيلفانيا. هذه الولايات ستحدد بشكل كبير الفائز في هذه الانتخابات، ويبدو أنه لا يوجد أي فرصة لمرشحة الحزب الديمقراطي هاريس للفوز إذا لم تتمكن من حسم هذه الولايات الثلاث لصالحها.
تظهر الانتخابات الأمريكية الحالية أهمية الدور الذي تلعبه الولايات المتأرجحة في رسم مستقبل البلاد السياسي. وتظل متابعة نتائج فرز الأصوات في هذه الولايات محور التركيز، حيث يصعب حاليًا تحديد الفائز نظرًا للمنافسة الشديدة والتقارب الكبير في النتائج.