أثار فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية تفاعلاً واسعاً بين الإيرانيين على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ أبدى العديد من المستخدمين والنشطاء آرائهم المتباينة حول تأثير هذا الفوز على مستقبل إيران والعلاقات الأمريكية الإيرانية، كما توالت التهاني من شخصيات معارضة ومنظمات سياسية إيرانية تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها.
رسالة رضا بهلوي الثاني
في هذا السياق، وجّه الأمير رضا بهلوي، نجل شاه إيران السابق وأحد أبرز المعارضين للنظام الإيراني، رسالة تهنئة عبر حسابه على منصة X (تويتر سابقًا) للرئيس المنتخب ترامب. وأكد بهلوي في رسالته أن إدارة ترامب الأولى قد اتخذت مواقف قوية ضد “الجمهورية الإسلامية” التي وصفها بأنها تهدد الاستقرار في الشرق الأوسط، وتمثل خطراً مباشراً على الشعب الأمريكي.
ودعا رضا بهلوي الثاني، ترامب إلى اغتنام الفرصة التاريخية لتحقيق السلام في المنطقة والقضاء على هذا “التهديد” بشكل نهائي، معتبراً أن الشعب الإيراني يعد “أفضل شريك سلام” للولايات المتحدة في هذه المهمة.
مواقف منظمات إيرانية معارضة
من جانبها، أصدرت منظمة “نوفدي” (الاتحاد الوطني للديمقراطية في إيران) بياناً رحبت فيه بفوز ترامب، مشيدةً بمواقفه “الداعمة للشعب الإيراني” خلال ولايته الأولى. ووصفت المنظمة سياسة “الضغط الأقصى” التي اتبعها ترامب بأنها “السياسة الأكثر فعالية تجاه الجمهورية الإسلامية” منذ عقود، مشيرة إلى أن هذا النهج أضعف النظام في طهران وزاد من قوة المعارضة.
وأضافت “نوفدي” أنها تتطلع للعمل مع إدارة ترامب لمواجهة التهديدات التي تمثلها الجمهورية الإسلامية، و”فتح فصل جديد” في مساعي تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
وأعربت المنظمة في بيانها عن أملها في أن تقود فترة ترامب الثانية إلى إنهاء الصراعات في المنطقة ودعم مصالح الشعبين الأمريكي والإيراني.
تفاعل شعبي على وسائل التواصل
على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي، أثار فوز ترامب جدلاً بين المستخدمين الإيرانيين. حيث اعتبر بعضهم أن سياسة ترامب تجاه إيران قد ضيّقت الخناق على النظام وأضعفته، مما أعطى أملًا للمعارضة.
و في المقابل، يرى آخرون أن سياسة “الضغط الأقصى” أثرت بشكل رئيسي على الشعب الإيراني وزادت من معاناته الاقتصادية دون أن تُحدث تغييرات جوهرية في بنية النظام.
يعكس هذا التفاعل ترقّباً كبيراً لدى الشارع الإيراني حول ما قد تحمله الولاية الثانية لترامب، حيث يأمل البعض في أن تؤدي إلى تغيير سياسي جذري، في حين يبدي آخرون مخاوفهم من استمرار التوترات والعقوبات التي قد تُعمّق من الأزمة الاقتصادية والمعيشية في البلاد.
التوقعات بشأن سياسات ترامب الجديدة
يأتي فوز ترامب وسط أوضاع إقليمية معقدة ومناخ من التوتر المتصاعد بين إيران والولايات المتحدة، مما يفتح باب التساؤلات حول ما إذا كان سيواصل سياسة “الضغط الأقصى” أم سيتخذ مساراً مختلفاً في التعامل مع طهران.