في خضم التوترات المتصاعدة بالمنطقة، نفى المتحدث باسم القوات المسلحة العراقية، يحيى رسول، التقارير التي تفيد باستخدام الأراضي العراقية كمنطلق لهجمات إيرانية ضد إسرائيل، معتبرًا هذه التقارير “ذرائع واهية” تهدف إلى تبرير تدخل خارجي أو غزو محتمل.
جاء هذا الرد بعد تداول معلومات إعلامية، نُشرت في وسائل إعلام إسرائيلية وأمريكية، حول نية إيران تنفيذ هجمات على إسرائيل من الأراضي العراقية عبر الميليشيات الشيعية المتحالفة معها.
ونقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” يوم الأربعاء، تصريحات رسول التي قال فيها إن مجلس الأمن القومي التابع للحكومة العراقية رفض بشدة أي ادعاءات حول أن أراضي العراق قد تُستخدم كمنصة انطلاق لتهديدات إقليمية.
وتأتي هذه التصريحات في وقت حذرت فيه الولايات المتحدة من إمكانية مواجهة العراق ردا انتقاميا من إسرائيل في حال لم تتخذ الحكومة العراقية خطوات لمنع وقوع مثل هذه الهجمات.
وأشارت تقارير استخباراتية، وفقًا لما ذكرته مجلة “أكسيوس” نقلاً عن مصادر إسرائيلية، إلى احتمال أن تكون إيران تخطط لهجوم عبر العراق، وذلك عن طريق نقل أسلحة وطائرات مسيرة وصواريخ باليستية إلى فصائل عراقية مسلحة متحالفة معها.
تحليل للوضع وتداعيات محتملة
تأتي هذه المزاعم ضمن سياق إقليمي مضطرب ومشحون بالتوتر بين إيران وإسرائيل، حيث شهدت الأشهر الماضية تصاعدا في التصريحات العدائية والتهديدات المتبادلة بين الطرفين.
وقد دفع ذلك دولا إقليمية، مثل العراق، إلى التأكيد على التزامها بالحياد ورفض استخدام أراضيها لشن هجمات تهدد الاستقرار الداخلي والإقليمي.
في هذا السياق، أكد يحيى رسول أن العراق متمسك بسيادته ويرفض أن يكون ساحة للصراعات بين الأطراف الخارجية، موضحا أن بغداد ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية حدودها ومنع أي جهة من انتهاك سيادة البلاد أو استخدام أراضيها للعدوان.
من جهة أخرى، يرى مراقبون أن هذه التقارير قد تمثل محاولة لجر العراق إلى صراع جديد أو للضغط عليه باتجاه اتخاذ مواقف سياسية أكثر قربًا من أحد الأطراف في النزاع الإقليمي، وهو ما قد يزيد من تعقيد الوضع الأمني في العراق ويضعه في دائرة ضغوط جديدة.
ردود فعل دولية وتحذيرات أمريكية
تواصل الولايات المتحدة مراقبة الوضع عن كثب، ووفقاً لتقارير إعلامية، فقد حذرت الحكومة العراقية من عواقب السماح لأي نشاط إيراني عبر أراضيها يستهدف إسرائيل.
وقد أرسلت واشنطن رسائل تؤكد فيها أن فشل العراق في ضبط هذا الأمر قد يؤدي إلى تدخلات غير مرغوبة أو عمليات عسكرية من قبل إسرائيل.
في هذا الإطار، فإن الحكومة العراقية تسعى إلى تجنب أي تصعيد قد يؤثر على استقرارها الداخلي، خاصة في ظل وضع أمني هش وتحديات اقتصادية