قال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، اليوم الجمعة، إن إسرائيل تواصل منع دخول المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة، في وقتٍ يزداد فيه الوضع الإنساني تدهورًا بشكلٍ كبير. ووفقًا للمتحدثة المساعدة باسم الأمم المتحدة، ستيفاني تريمبلاي، فإن المساعدات الوحيدة التي سمحت السلطات الإسرائيلية بإدخالها منذ بداية الهجوم الأخير على غزة قبل أكثر من شهر هي لوازم طبية للمستشفيات، وذلك خلال عمليات الإجلاء الطبي.
وقالت تريمبلاي، في تصريحات للصحافيين، إن القصف الإسرائيلي والعمليات العسكرية البرية تحول دون وصول المساعدات الغذائية والمياه إلى المناطق الشمالية من غزة. وأكدت أن ما يقدر بنحو 75,000 إلى 95,000 فلسطيني في شمال القطاع يعانون من نقص حاد في المواد الأساسية التي تعد ضرورية لبقائهم على قيد الحياة.
وقالت أيضًا إن العمل الإنساني في غزة يواجه تحديات كبيرة، حيث يعجز العاملون في المجال الإنساني عن الوصول إلى المحتاجين بسبب الحصار العسكري المكثف. وأضافت أن السلطات الإسرائيلية أمرت، يوم الخميس، الفلسطينيين في بعض مناطق غزة بالنزوح إلى الجنوب، مما يزيد من صعوبة توفير الإغاثة للمجتمع المحلي.
في سياق متصل، أفادت تقديرات أولية من شركاء الأمم المتحدة على الأرض بأن نحو 14,000 شخص نزحوا بسبب القصف المستمر، وهم في ملاجئ ومراكز إيواء مختلفة، من بينها ثلاثة مراكز تديرها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.
وفيما يتعلق بالتصعيد العسكري، تواصل الطائرات الإسرائيلية قصف مختلف مناطق قطاع غزة في اليوم 399 من الحرب، مما أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى. وفي الساعات الـ48 الماضية فقط، ارتكبت القوات الإسرائيلية ست مجازر ضد العائلات في القطاع، مما أسفر عن استشهاد 78 شخصًا وإصابة 214 آخرين.
وقد ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ بداية الهجوم في السابع من أكتوبر 2023 إلى 43,469 شهيدًا و 102,561 مصابًا، وفقًا للمصادر الطبية الفلسطينية. تواصل الهجمات الإسرائيلية على غزة رغم الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة.
وبينما يعاني آلاف الفلسطينيين في غزة من نقص حاد في الغذاء والماء والرعاية الصحية، تزداد المخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية في ظل القيود المفروضة على المساعدات وعدم وجود أي حلول دبلوماسية تنهي الأزمة المستمرة.