تستمر مليشيا الدعم السريع في شن هجماتها العنيفة على العديد من القرى والمناطق في ولاية الجزيرة بوسط السودان، ما أسفر عن مقتل العديد من المدنيين وتشريد عشرات الآلاف من المواطنين.
وتتزايد حدة الهجمات في ظل الظروف الإنسانية القاسية التي يعاني منها المتضررون، مما يضاعف من معاناتهم ويهدد حياة السكان في تلك المناطق.
الهجمات على قرى محلية أم القرى
في يوم أمس، تعرضت عدة قرى في محلية أم القرى، الواقعة في ولاية الجزيرة، لاعتداءات مسلحة شنتها مليشيا الدعم السريع. شملت الهجمات القرى التالية: “الأكمار”، التي تضم “كمر الشيخ العليش”، “كمر المسارعة”، “كمر البطاحين”، و”كمر ود حمد النيل”. وقد ارتكبت المليشيا جرائم وحشية ضد السكان، حيث قامت بالاعتداء على المواطنين من جميع الأعمار، بما في ذلك كبار السن والأطفال. أسفرت الهجمات عن إصابات عدة، وتم نهب الممتلكات الشخصية للسكان، بما في ذلك الأموال والمقتنيات الخاصة.
تفجير صهريج المياه ونهب الطاقة الشمسية
لم تقتصر هجمات مليشيا الدعم السريع على القتل والنهب فقط، بل عمدت إلى تفجير صهريج المياه في المنطقة، وهو ما أدى إلى تدمير مصدر حيوي كان يعتمد عليه المواطنون للحصول على مياه الشرب. بالإضافة إلى ذلك، قامت المليشيا بنهب منظومات الطاقة الشمسية التي كانت تزود المنطقة بالكهرباء. الهجوم أسفر عن نزوح جماعي لأهالي المنطقة، الذين تركوا منازلهم هاربين من بطش المليشيا، مما ساهم في موجة نزوح واسعة.
الهجمات على قرى محلية شرق الجزيرة والكاملين
في محلية شرق الجزيرة، تعرضت قرى “العيدج” و”السيال” لهجمات شرسة من مليشيا الدعم السريع يوم الخميس الماضي. المليشيا ارتكبت نفس الأفعال الإجرامية التي شهدتها المناطق الأخرى، حيث قامت بالاعتداء على المواطنين العزل بالضرب والترهيب، ونهبت ممتلكاتهم الخاصة، وشرَّدت السكان من مناطقهم. كما تعرضت عدة قرى في محلية الكاملين، مثل قرية “أم مغد”، للهجوم من قبل المليشيا يوم الأربعاء الماضي، مما أسفر عن استشهاد اثنين من أبناء القرية.
الوضع في مدينة الهلالية
في مدينة الهلالية، تستمر مليشيا الدعم السريع في حصار المدينة وتضييق الخناق على سكانها، ما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا إلى أكثر من 150 قتيلًا، بينهم كبار السن وأطفال. بعض الضحايا دفنوا في ملابسهم لعدم توفر الأكفان بسبب منع المليشيا للمساعدات الإنسانية والمواد الإغاثية من الوصول إلى المدينة. ويستمر مسلسل القتل والنهب من قبل المليشيا، التي تتعمد قطع الإمدادات المائية وتمنع السكان من الحصول على الغذاء، ما يفاقم معاناتهم.
السم في الطعام والحرمان من الرعاية الطبية
في جريمة أخرى، قامت مليشيا الدعم السريع بتسميم الطعام الذي وزعته على المواطنين المحاصرين في المدينة. كما منعت الكوادر الطبية من تقديم الرعاية الصحية للمصابين، في خطوة تعكس حجم الإجرام الذي تمارسه المليشيا بحق المدنيين الأبرياء. هذا التصرف أدى إلى وفاة العديد من الأشخاص بسبب نقص الرعاية الطبية والسموم التي تم دسها في الطعام.
الهجمات في غرب الدندر وأرياف السوكي
في غرب الدندر وأرياف السوكي، تواصل مليشيا الدعم السريع شن هجماتها على القرى في هذه المناطق. في الأيام الأخيرة، تعرضت مناطق مثل “ود عايس”، “اللكندي”، و”مبروكة” للهجوم، حيث تم التعدي على المواطنين العزل ونهب ممتلكاتهم. المليشيا واصلت نهجها المعتاد في السرقة والتدمير، مما دفع السكان إلى النزوح عن قراهم.
الهجوم على قنديل وريف السوكي
في يوم الثلاثاء 5 نوفمبر الجاري، شنت مليشيا الدعم السريع هجومًا على عدة مناطق في غربي الدندر، وصولًا إلى الدالي والمزموم. كما استباحت قرية “قنديل” في ريف السوكي، حيث تم تهجير سكانها بالكامل، وأسفرت الهجمات عن استشهاد أحد أبناء القرية. هذا الهجوم هو جزء من سلسلة من الهجمات التي تستهدف المدنيين وتؤدي إلى تشريدهم.