تشهد أبواب شركة كيما أسوان موجة غضب عارمة، حيث تجمع العمال في احتجاجات حاشدة للمطالبة بحقوقهم المالية التي تم تقليصها بشكل كبير، فقد فوجئ عمال كيما أسوان بقرار إدارة الشركة تخفيض نسبة الأرباح السنوية بنسبة 50%، وهو ما اعتبروه “نهباً لحقوقهم المكتسبة”.
أرباح كبيرة وغياب حقوق العمال
ورغم تحقيق كيما أسوان أرباحاً كبيرة خلال العام الماضي، إلا أن الإدارة قررت تقليص حصة العمال في الأرباح إلى النصف، مخالفة بذلك القانون واللوائح التي تضمن للعمال نسبة عادلة من الأرباح.
وقد أثار هذا القرار غضب عمال كيما أسوان الذين يرون فيه ظلمًا واستغلالاً واضحًا.
وفي بيان داخلي أصدرته إدارة شركة كيما أسوان، تم الإعلان عن آلية صرف الأرباح السنوية التي شملت صرف 40 شهرًا من الأجر الأساسي للعمال المتواجدين بالخدمة بين 1 يوليو 2023 و30 يونيو 2024، وهو ما يشمل حوالي 700 إلى 800 عامل.
لكن العمال طالبوا بصرف 84 شهرًا من الأجر الأساسي بما يتماشى مع الأرباح الحقيقية للشركة التي تجاوزت 2.5 مليار جنيه في العام المالي الماضي، حسبما ذكروا.
وأكد العمال أن الشركة حققت في العام الماضي أرباحًا تقدر بحوالي 2 مليار و500 مليون جنيه، وأوضحوا أن هذه الأرباح تشمل زيادات في قيمة الأراضي والمنشآت مؤكدين أنهم طالبوا بالإفصاح عن الأرباح الفعلية المتعلقة بالإنتاج، والتي أظهرت الشركة أنها بلغت مليار و600 مليون جنيه.
وعلى الرغم من هذا الإفصاح، طالب العمال بأن يتم صرف الأرباح السنوية استنادًا إلى هذه القيمة والتي وفقًا للقانون تعادل 80 إلى 90 شهرًا من الأجر الأساسي، لكن القرار الأخير قلص هذه النسبة إلى أقل من النصف، مما أثار احتجاجاتهم.
مطالب عمال كيما أسوان
وطالب عمال كيما أسوان بتصحيح هذا الخطأ وإعادة النظر في القرار، بالإضافة إلى ضم العلاوة المجنبة إلى الأجر الأساسي، منح العاملين علاوة استثنائية لتعديل الراتب الأساسي، وزيادة حافز الأقسام بنسبة 50%.
كما طالبوا بتثبيت حافز الأقسام البالغ 400%، وتفعيل لجنة الإسكان الخاصة بالمدينة السكنية للشركة، ورفع بدل الوجبة إلى 2500 جنيه شهريًا، بالإضافة إلى رفع بدل المخاطر وصرف مكافأة لعمال المقاول.
خلال الوقفة الاحتجاجية، تجمع العمال في ساحة الشركة رافعين لافتات ومرددين هتافات مثل: “واحد اتنين.. أرباحنا راحت فين، عايزين حقوقنا”، كما طالبوا بتحقيق عدة مطالب إضافية بجانب صرف الأرباح كاملة.
“حققنا أرباحاً كبيرة، فلماذا يتم حرماننا من حقنا في هذه الأرباح؟” هكذا عبر أحد عمال كيما أسوان عن غضبه. وأضاف عامل آخر: “نحن نعمل بجد واجتهاد، ونستحق أن نحصل على ما يستحقونه عمال هذه الشركة”.
تعد هذه الأزمة مؤشراً على تزايد التوتر بين العمال وإدارة كيما أسوان ، وقد تؤثر سلباً على الإنتاجية والعلاقات العمالية. كما أنها تثير تساؤلات حول مدى التزام الشركات بمسؤوليتها الاجتماعية تجاه العمال، ومدى تطبيق القوانين واللوائح التي تحمي حقوق العمال.
يطالب عمال كيما أسوان بتدخل الحكومة والجهات المعنية لحل هذه الأزمة، وضمان حصولهم على حقوقهم كاملة. كما يطالبون بفتح تحقيق شفاف في أسباب هذا القرار، ومحاسبة المسؤولين عن أي مخالفات.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الاحتجاجات تذكر بما حدث في مجمع الألومنيوم بنجع حمادي، حيث كانت هناك خطوة مشابهة من قبل الشركة القابضة للصناعات الكيماوية بتخفيض الأرباح، ما أثار موجة من الاحتجاجات في العديد من مواقع العمل التابعة لها.