كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن تفاصيل حادثة محرجة تورط فيها وزير الدفاع السابق يوآف غالانت، والتي تم تسجيلها بواسطة كاميرات المراقبة في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في “كيريا”. الحادث وقع في 12 أكتوبر 2023، وتسبب في توجيه انتقادات شديدة للحكومة الإسرائيلية وسط سلسلة من الفضائح التي تلاحق مكتب نتنياهو.
تفاصيل الحادثة
وفقاً لشهادات شهود عيان تحدثوا لصحيفة يديعوت أحرونوت، وقع الحادث بعد أن تم استدعاء وزير الدفاع آنذاك، يوآف غالانت، لحضور جلسة لمجلس الوزراء في 12 أكتوبر. وبعد وصوله إلى الموقع الذي تم تحديده للاجتماع، اكتشف غالانت أنه لم يُدعى للاجتماع في المكان الذي أُبلغ به، بل في مكتب رئيس الوزراء مباشرة.
وعندما وصل غالانت إلى المكتب، تفاجأ بمنعه من دخول المكان من قبل حارس الأمن، وهو ما أدى إلى مواجهته الجسدية مع حارس الأمن.
ووفقاً للمصادر، كان هناك توتر كبير بين غالانت والمقربين من رئيس الوزراء، حيث تم التلميح إلى محاولات متكررة من قبل نتنياهو لإذلال غالانت، ومن بينها محاولات لعزله عن الاجتماعات الأمنية الهامة.
التسريبات وفضيحة الفيديو
بعد الحادث، أفادت الصحيفة أن مكتب رئيس الوزراء كان قد سجل الحادثة بالكامل عبر كاميرات المراقبة الخاصة به. ويبدو أن الفيديو تم تسريبه بسرعة إلى مستشار نتنياهو، يوناتان أوريش، الذي شاهد الفيديو خلال اجتماع لمجلس الوزراء الحربي، وفقاً للمصادر المقربة.
ولفتت الصحيفة إلى أن أوريش شاهد الفيديو على هاتفه الشخصي، ما يثير التساؤلات حول كيفية استخدام هذا الفيديو ضد غالانت.
وتناقلت المصادر أن الفيديو تم جمعه بشكل متعمد من قبل مكتب نتنياهو، ربما بهدف استخدامه للضغط على غالانت أو كأداة للابتزاز، مما أثار غضباً في الأوساط السياسية. وقد ورد أن أوريش، الذي كان في موقع يسمح له بالوصول إلى الفيديو، رفض التعليق على هذه القضية عندما تم سؤاله عنها.
ردة الفعل السياسية
من جانبها، انتقدت عضو الكنيست إفرات رايتن من حزب “العمل” هذه التسريبات والفضائح المستمرة في مكتب رئيس الوزراء.
وقالت في جلسة عامة: “تنشر كل يوم تحقيقات مثيرة للقلق حول ما يحدث في مكتب رئيس الوزراء. هل تتابعون التحقيقات؟ فقد فقدنا ملكة الفهم حقاً”. وأضافت رايتن: “هناك تحقيقات في سرقة وثائق سرية تهدد سلامة الجنود الإسرائيليين والمصادر الأمنية، وفي ظل هذه الفوضى، يبدو أن هناك تدخلاً متزايداً في شؤون الأشخاص المقربين من نتنياهو”.
وقالت رايتن أيضاً: “من الواضح أن هناك محاولات لتضييق الخناق على غالانت، واستخدام هذه المواد للتأثير عليه سياسيًا أو حتى الابتزاز. هذا المكتب أصبح مكاناً مشبوهًا، حيث يتم جمع المعلومات الشخصية وحفظ الوثائق الحساسة.”
الإقالة والتعيين الجديد
وفي سياق متصل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء يوم الثلاثاء عن إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت رسميًا من منصبه. وكان قد تم تعيين يسرائيل كاتس وزيرًا للدفاع في مكان غالانت، بينما تم تعيين جدعون ساعر وزيرًا للخارجية.
إقالة غالانت تأتي في وقت حساس بعد تصاعد الجدل حول دوره في إدارة الحرب على غزة، بالإضافة إلى التوترات داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن سياسات الدفاع والأمن.
القضية التي تتعلق بتسريب الفيديو من كاميرات المراقبة تثير العديد من الأسئلة حول كيفية إدارة المعلومات داخل مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، وتكشف عن توترات داخل الحكومة. التصريحات المنتشرة حول استخدام الفيديو كأداة للضغط أو الابتزاز تكشف عن أزمة ثقة كبيرة بين المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، ما يعكس تدهور الوضع السياسي في إسرائيل.