في اليوم الـ400 للعدوان على غزة، استهدفت غارات الاحتلال خياما للنازحين في خان يونس ودير البلح، في حين أفادت مصادر طبية باستشهاد 40 فلسطينيا منذ فجر السبت، 24 منهم شمالي القطاع.
وقد دعت منظمة الصحة العالمية إلى زيادة فورية في المساعدات الإنسانية لغزة وتوفير وصول آمن لها، قائلة إن التحذيرات من احتمال حدوث مجاعة في شمال قطاع غزة مثيرة للقلق.
انسحاب قطر
وفي الجبهة اللبنانية، واصل حزب الله رشقاته الصاروخية باتجاه مستوطنات ومواقع عسكرية للاحتلال، في حين قال الجيش الإسرائيلي إنه رصد نحو 70 صاروخا أطلقها حزب الله منذ صباح اليوم.
سياسيا؛ قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن التقارير المتداولة عن انسحاب دولة قطر من الوساطة بشأن وقف إطلاق النار في غزة ليست دقيقة.
مشيرا إلى أن قطر أخطرت الأطراف قبل 10 أيام أثناء المحاولات الأخيرة للوصول إلى اتفاق بأنها ستعلق جهودها في الوساطة بين حماس وإسرائيل في حال عدم التوصل لاتفاق في تلك الجولة، وأنها ستستأنف تلك الجهود مع الشركاء عند توافر الجدية اللازمة لإنهاء الحرب.
وتقيم قيادات “حماس” في قطر منذ خروجها من سوريا في عام 2011 بناءً على تفاهمات عُقدت بين قطر من جهة وكل من الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة ثانية تتعلق بحدود هذه الاستضافة.
مفاوضات تبادل
واستبعدت المصادر حدوث ضغط أميركي “جدي” على قطر من أجل ترحيل قيادات “حماس” في هذه المرحلة بسبب الدور المركزي الذي تلعبه الدوحة في مفاوضات تبادل الأسرى التي حققت تقدماً كبيراً في الفترة الماضية.
ووصلت حد التوافق على ورقة مقدمة من الجانب الأميركي في الثاني من يوليو الماضي، والتي فشلت بعد تراجع الجانب الإسرائيلي عنها.
وقالت المصادر، إن خطوة من نوع الضغط على قطر لإخراج قيادات حركة “حماس” ستترك أثرها على مفاوضات غزة، “وهو ما ليس في مصلحة أميركا وإسرائيل”.
واستشهدت مصادر الحركة، بنموذج مكتب حركة “طالبان” الأفغانية، الذي ظل مفتوحاً في قطر أثناء قيام الحركة بقتال الوجود الأميركي، وساهم في لعب دور مركزي في التفاهمات التي جرى بموجبها الانسحاب الأميركي من أفغانستان.
خطط بديلةوكانت “حماس” أعدت في وقت سابق خططاً بديلة “ب” و”ج” في حال اضطرت قيادتها للخروج من العاصمة القطرية لأي سبب كان.
ومن هذه الخطط التوجه إلى تركيا أو إيران أو لبنان.وتعتقد قيادة “حماس” أن تركيا مكاناً مناسباً لإقامة قيادتها التي تتردد بصورة دائمة على أنقرة، وتقيم علاقة وثيقة مع القيادة التركية وأجهزة الدولة.
وفي حال تعثر إقامتها في تركيا، فإن أحد الخيارات المطروحة أمام الحركة هي إيران.
ويرى مراقبون أن إقامة قيادة حركة “حماس” في إيران، قد لا يكون في مصلحة كل من إسرائيل والإدارة الأميركية لأنه سيعزز تيارات المواجهة العسكرية في حركة “حماس” على حساب التيارات الباحثة عن مقاربات سياسية.
وتنامت شعبية حركة “حماس” في الشارع الفلسطيني في السنة الأخيرة بسبب قدرتها على المواجهة والصمود في فترة الحرب الطويلة الجارية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
وترى أوساط غربية أن الحركة مرشحة للعب دور سياسي مهم في المشهد الفلسطيني بعد الحرب، وهو أمر ربما يصبح أكثر صعوبة في حال أقامت قيادتها في إيران.
وعرضت الإدارة الأميركية مؤخراً، قبيل الانتخابات، مشروع اتفاق لتبادل عدد من المحتجزين الإسرائيليين من النساء وكبار السن مع عدد من الأسرى الفلسطينيين مقابل وقف مؤقت للحرب لمدة 28 يوماً.
لكن “حماس” رفضته إذ أنه لم يتضمن أي إشارة لوقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة.ويشكل المحتجزون الإسرائيليون في قطاع غزة، الورقة الأكثر أهمية في سعي حركة “حماس” لوقف الحرب وتحقيق انسحاب إسرائيلي من القطاع.
وقالت مصادر في حركة “حماس” إن الإدارة الأميركية تحاول فرض اتفاق من هذا القبيل على الحركة قبل مغادرة الرئيس جو بايدن البيت الأبيض، مؤكدة أنها لن تتوصل إلى أي اتفاق بشأن تبادل الأسرى ما لم يبدأ بوقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي من القطاع ضمن جدول زمني واقعي.
كان مسؤول بالبيت الأبيض، قال إن الإدارة الأميركية أبلغت قطر أن وجود قادة حركة “حماس” الفلسطينية في الدوحة، “لم يعد مقبولاً”، بعد رفض الحركة للمقترحات الأميركية لإطلاق سراح المحتجزين.