في بيان مشترك، أكدت ثماني منظمات إغاثة دولية أن إسرائيل فشلت في الامتثال لطلبات الولايات المتحدة بشأن تحسين وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وهو ما أدى إلى تكبد المدنيين الفلسطينيين تكلفة بشرية باهظة.
من بين هذه المنظمات، كانت أوكسفام وجمعية الأطفال الخيرية، حيث أشار البيان إلى أن الوضع الإنساني في غزة وصل إلى أدنى مستوياته منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023.
ووفقًا لهذه المنظمات، فإن إسرائيل لم تستوفِ الشروط التي حددتها الولايات المتحدة لتحسين توصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة، بل اتخذت إجراءات جعلت الوضع في المنطقة، وخاصة في شمال غزة، أسوأ بكثير مما كان عليه قبل ذلك. وأكدت المنظمات أن الوضع الإنساني في غزة أصبح أكثر خطورة مما كان عليه في الشهر الماضي.
في هذا السياق، طالبت المنظمات من الحكومة الأمريكية بإعلان أن “إسرائيل انتهكت التزاماتها” في ما يتعلق بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
ويستند هذا المطلب إلى القانون الأمريكي الذي ينص على أنه لا يجوز لمتلقي المساعدات العسكرية الأمريكية أن يرفضوا أو يمنعوا تسليم المساعدات الإنسانية الأمريكية بشكل تعسفي.
الرسالة الأمريكية والتأثير على إسرائيل
وكان أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي، ولويد أوستن وزير الدفاع الأمريكي، قد أرسل رسالة تحذيرية إلى إسرائيل تطالبها بزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، مع تحديد مهلة زمنية مدتها 30 يومًا للاستجابة.
وحذرا من أن الولايات المتحدة قد تعلق جزءًا من مساعداتها العسكرية لإسرائيل إذا لم يتم تلبية هذا الطلب.
وتُظهر تقارير المنظمات أن إسرائيل لم تلتزم بـ 15 من أصل 19 من المعايير التي أوردتها الولايات المتحدة في هذه الرسالة. وفي أربع حالات، لم تتخذ إسرائيل سوى إجراءات جزئية فقط.
تحركات إسرائيل وتحليل الوضع
في وقت لاحق، ومع قرب انتهاء المهلة المحددة، أعلن الجيش الإسرائيلي عن فتح معبر كيسوفيم لإرسال شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية إلى جنوب قطاع غزة. لكن وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد، جدعون ساعر، قلل من أهمية الموعد النهائي، حيث أكد للصحفيين أنه “سيتم حل هذا الأمر”.
من جانبه، أشار مسؤول إسرائيلي، طلب عدم الكشف عن هويته، إلى أن عملية تسليم المساعدات إلى قطاع غزة في أكتوبر كانت سيئة للغاية. ووفقًا لهذا المسؤول، فإنه من المتوقع أن يتم إرسال حوالي 50 شاحنة إلى شمال غزة و150 شاحنة إلى بقية المنطقة خلال شهر نوفمبر الحالي.