نفذت مليشيا الدعم السريع هجومًا غادرًا على قرية “التومسه” التابعة لوحدة الحوش الإدارية جنوبي ولاية الجزيرة وسط السودان، في هجوم أسفر عن سقوط العديد من الضحايا من المواطنين الأبرياء، بينهم أطفال.
وبحسب مصدر خاص للنداء، فقد أسفر الهجوم الذي وقع اليوم الخميس 14 نوفمبر عن استشهاد 14 مواطنًا حتى الآن، إضافة إلى إصابة العديد من المواطنين بجروح مختلفة.
يأتي هذا الهجوم في وقت تعيش فيه قرية “أبوقوتة” الإدارية بمحلية الحصاحيصا أوضاعًا صعبة، حيث تتعرض لانتهاكات واسعة من قبل مليشيا الدعم السريع، مما جعل الأهالي يعيشون في حالة من الخوف والقلق. وقد أثار تصاعد الهجمات في المنطقة موجة نزوح واسعة في العديد من القرى المجاورة، حيث هددت العصابات المسلحة بارتكاب مجازر بحق المواطنين.
التهديدات والخطف مقابل الفدية
وبحسب ما ورد في بيان صادر عن لجان مقاومة أبوقوتة، فقد طالت انتهاكات مليشيا الدعم السريع عمليات اختطاف عديدة استهدفت شبابًا وكبار السن من أهالي المنطقة.
وأكد البيان أن العصابات الإرهابية طالبت عوائل المختطفين بدفع فدية مالية ضخمة تصل إلى 4 مليار جنيه للفرد الواحد مقابل إطلاق سراحهم، مما يزيد من معاناة المواطنين في ظل الظروف الإنسانية القاسية التي يعيشونها.
الاعتداءات على قرى أخرى وانتهاكات واسعة
في سياق متصل، تعرضت قرية “أبوعدارة” بوحدة طابت الشيخ عبدالمحمود الإدارية يوم أمس لهجوم غاشم من قبل مليشيا الدعم السريع، التي مارست انتهاكات واسعة بحق المواطنين في القرية، مما أسفر عن وقوع إصابات عدة، واضطُر العديد من الأهالي لمغادرة القرية هربًا من القتل والتنكيل.
وفي وحدة الربع العوامرة، تشير التقارير المحلية إلى أن العصابات تقوم بفرض أتاوات مالية على السكان الذين يرغبون في مغادرة المنطقة، حيث تقدر هذه الأتاوات بحوالي 150 ألف جنيه للأسرة الواحدة، وهو ما يعكس تزايد حجم معاناة المواطنين في المنطقة.
ممارسات التهجير المنهجية في قرى محلية الكاملين
تستمر مليشيا الدعم السريع في شن هجمات ممنهجة على قرى محلية الكاملين، حيث استهدفت مؤخرًا قرية “ودلميد” التي تم تهجير سكانها بالكامل، لتقوم العصابات بعدها بالاستيلاء على قرية “اللعوتة”، حيث مارست فيها ذات الانتهاكات من ضرب وتنكيل ونهب، في حين بدأت في تهجير سكان القرية بشكل قسري.
وفي قرية “ام مغد”، الواقعة في ذات المنطقة، يُحتجز عدد من المواطنين بشكل غير مبرر من قبل المليشيا، في ظروف مأساوية للغاية، مما أدى إلى وفاة أحد كبار السن، ليصل عدد الشهداء في القرية إلى 4 مواطنين.
كما يعاني المحتجزون في القرية من نقص حاد في الغذاء والدواء، إضافة إلى عدم وجود رعاية طبية، مما يعرضهم لمخاطر الموت البطئ، في ظل غياب أي تدخل إنساني.
الوضع في مدينة الهلالية
وفي مدينة “الهلالية”، تواصل العصابات الإرهابية ممارساتها القمعية، حيث يعاني المواطنون من أوضاع مأساوية نتيجة القصف والهجمات المتكررة، ما أسفر عن سقوط العديد من الشهداء والمصابين في صفوف المدنيين، فيما يتعرض المحتجزون في المنطقة لظروف مشابهة لما يحدث في “ام مغد”، مما يضاعف من معاناتهم.