كشفت نتائيج الأولية في الانتخابات الرئاسية في أرض الصومال عن تقدم حزب وطني المعارض بقيادة عبد الرحمن محمد عبدالله المعروف بـ عبد الرحمن عرو في السباق الرئاسي، علي الرئيس الحالي لـ صوماليلاند موسى بيهي الذي وقع اتفاقية مثيرة للجدل مع إثيوبيا.
انتهت عمليات فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية والحزبية في أرض الصومال، حيث تشير النتائج الأولية إلى تقدم كبير لمترشح حزب وطني المعارض، عبد الرحمن محمد عبدالله “عرو” ، في السباق الرئاسي.
وتشير النتائج مع انتهاء فرز الأصوات بحصول عبد الرحمن عرو على أكثرمن 68 % من الأصوات، فيما حصل “بيهي” الرئيس المنتهية ولايته على 32% من أصوات الناخبين في أرض الصومال.
وعلى مستوى نتائح الانتخابات التشريعية يتصدر حزب “وطني” المعارض نتائج الانتخابات البرلمانية يليخ حزب “كاه” السياسي، فيما جاء حزب “كلميه” الحاكم في المركز الثالث.
وتم تشديد الإجراءات الأمنية حول مقر إقامة عبد الرحمن عرو، مع نشر حراس إضافيين لضمان سلامته. علاوة على ذلك، تؤكد أن الرئيس المنتهية ولايته موسي بيهي دعا عبد الرحمن عرو إلى اجتماع ويقال إنه يستعد للاعتراف بالهزيمة.
كانت أرض الصومال، التي اعلنت استقلالها من جانب واحد، في قلب عاصفة إقليمية استمرت لمدة عام مع إثيوبيا. ومع بدء التصويت، تلوح في الأفق مخاوف من اندلاع صراع داخلي.
في عهد الرئيس الحالي موسى بيهي عبدي ، الذي تولى السلطة في عام 2017، اجتذبت أرض الصومال اهتمامًا متزايدًا من القوى العالمية والإقليمية، مع تكثيف المنافسة الجيوسياسية حول البحر الأحمر المهم استراتيجيًا.
ولقد تدفقت الاستثمارات من الإمارات العربية المتحدة، التي بنت ميناء في بربرة وممراً للنقل في الداخل، في حين أعربت إثيوبيا والولايات المتحدة عن اهتمامهما باستخدام ساحل أرض الصومال لأغراض عسكرية. وبالنسبة لأنصار حزب كولميه الذي يتزعمه بيهي، فإن السياسة الخارجية للرئيس في هذه البيئة المتغيرة جعلت هدف البلاد المتمثل في الاعتراف الرسمي بأرض الصومال في متناول اليد بعد ثلاثين عاماً.
في المقابل، وصف حزب المعارضة الرئيسي “وطني”، بقيادة عبد الرحمن محمد عبد الله، الملقب بـ”عرو”، أن رئاسة بيهي اتسمت بسوء الإدارة الكارثي، وخاصة فيما يتصل بالحرب التي اندلعت العام الماضي في مدينة لاس عانود الشرقية، والتي انتهت بهزيمة مذلة للجيش الوطني في أرض الصومال وخسارة مساحات شاسعة من الأراضي.
وقال عبدر الرحمن عرو خلال مؤتمر صحفي عقده في هرجيسا في العاشر من نوفمبر: “لقد خسرنا بعض مناطق أرض الصومال. ونريد توحيد بلادنا وإحياء اقتصادنا الذي انهار بسبب الحروب في المناطق الشرقية”.
ويشتبه العديد من المراقبين في أن بيهي كان يأمل في الانتهاء من مذكرة التفاهم مع إثيوبيا قبل الانتخابات، مراهناً على أن الوعد بالاعتراف بالصومال من شأنه أن يضمن فوزه.
ولكن يبدو أن الاستجابة الغاضبة التي أثارتها الاتفاقية من جانب الصومال، التي تعتبر أرض الصومال إقليماً مارقاً، أدت إلى تجميد الاتفاقية.
وقد سعت مقديشو إلى الضغط على إثيوبيا لحملها على التخلي عن الاتفاق من خلال تشكيل تحالف عسكري مع مصر وإريتريا، في حين أعربت الولايات المتحدة أيضًا عن معارضتها. وهناك أيضًا شعور بأن إثيوبيا ربما تتلكأ في اتخاذ هذه الخطوة خوفًا من أن يُنظر إليها على أنها تتدخل في انتخابات أرض الصومال.