أعلن الأمين العام لغرفة التجارة الإيرانية السورية، سعيد عارف، عن إغلاق مصنع “سايبا” لصناعة السيارات في سوريا، مؤكدًا أن هذا المصنع كان الوحيد من نوعه الذي تم إنشاؤه في البلاد من قبل إيران.
وأوضح عارف أن المصانع الإيرانية الأخرى في سوريا، التي تم تشييدها خلال السنوات الماضية، لم تُفعَّل بعد بسبب ما وصفه بـ”المشاكل بين البلدين”.
يأتي هذا الإعلان بالتزامن مع زيارة علي لاريجاني، الممثل الخاص للمرشد الإيراني علي خامنئي، إلى دمشق وبيروت، في وقت حساس بالنسبة للعلاقات الاقتصادية بين إيران وسوريا.
وأشار عارف إلى أن الشركات الإيرانية لا تزال نشطة في مجالات معينة مثل توفير البنية التحتية للصناعات السورية وتقديم الخدمات الفنية والهندسية، ولكنها لم تحقق أي تقدم كبير في إعادة إعمار البلاد.
استثمارات ضخمة دون نتائج ملموسة
لقد أنفقت إيران ما لا يقل عن 25 مليار دولار في دعم سوريا خلال الحرب الأهلية، لكن معظم هذه الأموال لم تُترجم إلى نتائج اقتصادية ملموسة لصالح إيران.
فقد لعبت طهران دورًا رئيسيًا في دعم نظام الرئيس بشار الأسد، إلى جانب روسيا، بما في ذلك إرسال القوات العسكرية الإيرانية تحت عنوان “المدافعين عن المقامات” لمقاتلة المعارضة السورية.
ومع ذلك، وعلى الرغم من هذا الدعم العسكري والمالي الكبير، لم تتمكن إيران من تحقيق حصص كبيرة في السوق السورية، ولا سيما في قطاع الصناعات التحويلية مثل صناعة السيارات. في تصريحات سابقة، قال محمد أمير زاده، نائب رئيس غرفة التجارة الإيرانية، إن “الضعف في الدبلوماسية الاقتصادية” كان من بين الأسباب الرئيسية التي أدت إلى فشل إيران في الحصول على حصة كبيرة في الاقتصاد السوري.
تاريخ شركة “سايبا” في سوريا
تأسست شركة “سايبا” في سوريا في عام 2006 تحت اسم “سيفيكو”، كمشروع مشترك بين شركة سايبا الإيرانية والحكومة السورية، حيث كانت شركة سايبا تمتلك 80% من أسهم المصنع. وقد تم تدشين خط الإنتاج في حمص بحضور الرئيس السوري بشار الأسد، الذي شارك في افتتاح خط إنتاج سيارات “برايد”، وكان من المقرر أن تصل طاقته الإنتاجية إلى 15 ألف سيارة سنويًا.
ومع مرور الوقت، تحولت هذه المشاريع إلى رموز لمخططات طموحة طموحة كانت تأمل في تعزيز التعاون الصناعي بين البلدين، ولكن على الرغم من استثمارات ضخمة ووعود بالتوسع، لم تنجح هذه المشاريع في تحقيق أرباح ملموسة أو استدامة اقتصادية.
تأثيرات الحرب على الاقتصاد الإيراني
إن إغلاق مصنع “سايبا” في سوريا يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها إيران في تحقيق مكاسب اقتصادية ملموسة في الخارج، خاصة في المناطق التي تم استثمار مبالغ ضخمة فيها.
وبالرغم من الدعم العسكري المستمر في سوريا، فإن الاقتصاد الإيراني لم يستفد بشكل كبير من هذه الاستثمارات، في ظل هيمنة اقتصادات دول أخرى مثل تركيا على التجارة السورية.
وقد قدر بعض الخبراء أن إيران لم تحظَ إلا بحصة صغيرة من الاقتصاد السوري، والتي تصل إلى حوالي 3% فقط، مقارنة بالهيمنة التركية التي تسيطر على أكثر من 30% من تجارة سوريا. هذه النتائج المتواضعة تشكل خيبة أمل كبيرة، لا سيما في ضوء التكلفة العالية التي تحملتها طهران.