برنارد هنري ليفي: ولاية ثانية لترامب قد تؤدي إلى صفقة كبيرة مع إيران أو حتى سقوط النظام الإيراني
في مقابلة حصرية مع قناة إيران إنترناشيونال، أشار الفيلسوف الفرنسي الشهير برنارد هنري ليفي إلى أن ولاية ثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تدفع الحكومة الإيرانية إلى التفاوض على صفقة كبرى مع الولايات المتحدة أو حتى تؤدي إلى سقوط النظام الإيراني، محاكياً ما حدث مع سقوط ألمانيا النازية.
وقال ليفي: “ترامب يحب الاتفاقات، أيديولوجيته تقوم على فن الصفقة، وهو نفس ما يطرحه في كتابه الشهير عن فن التفاوض. لا يمكننا أن نكون على يقين من أنه لن يستسلم لإغراء التوصل إلى صفقة كبيرة مع الجمهورية الإسلامية”. وأضاف: “إنه يؤمن بشدة بالصفقة، وإذا حدث ذلك، فقد تكون إسرائيل في مواجهة مفاجأة كبيرة”.
ترامب: “أريدهم أن يكونوا دولة ناجحة”
في وقت سابق، أكد ترامب بعد الإدلاء بصوته في الانتخابات الأمريكية في 5 نوفمبر، أنه لا يسعى إلى الإضرار بإيران، لكنه شدد على ضرورة أن لا تمتلك طهران أسلحة نووية. وقال ترامب في تصريحاته: “شروطي بسيطة للغاية… ألا يمتلكوا أسلحة نووية. أريدهم أن يكونوا دولة ناجحة”.
ورغم تصريحاته الإيجابية، لم يقدم ترامب تفاصيل واضحة حول خططه الخاصة بالعلاقات الأمريكية الإيرانية. وكان قد سحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني في 2018، مما أتاح المجال لتصاعد التوترات بين واشنطن وطهران.
خلفية السياسة الأمريكية تجاه إيران
في فترة رئاسته الأولى، قرر ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي، مُدعيًا أن هذا الاتفاق سهل لإيران تعزيز مواردها المالية وتوسيع نفوذها العسكري في المنطقة. كما أمر بقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في غارة جوية بطائرة مسيرة في يناير 2020، ما أدى إلى تصعيد التوترات بين البلدين.
في المقابل، وردًا على هذه التصرفات، أفادت صحيفة نيويورك تايمز في 15 نوفمبر بأن الزعيم الإيراني علي خامنئي بعث برسالة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن يؤكد فيها أن إيران لا تخطط لقتل ترامب، وهو ما أيده تقرير في وول ستريت جورنال الذي ذكر أن إيران قدمت ضمانًا مكتوبًا لواشنطن بعدم استهداف ترامب.
السيناريوهات المستقبلية: تحالف بين إسرائيل وترامب ضد النظام الإيراني
وفي المقابلة مع إيران إنترناشيونال، تحدث ليفي عن إمكانية تشكيل تحالف بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة ترامب، بهدف مواجهة النظام الإيراني. وقال: “إذا تمكن نتنياهو من التغلب على تحدياته الداخلية، قد نرى تحالفًا قويًا يهدف إلى إسقاط النظام الإسلامي في إيران”.
وأكد ليفي أن الهدف النهائي من هذا التحالف هو “تحرير إيران”، مشبهاً هذا التحول بما حدث في عام 1945 عند تحرير ألمانيا النازية. وقال: “في النهاية، الهدف هو حرية إيران، وعندما تتحرر إيران، سيكون الأمر كما حدث مع تحرير ألمانيا في عام 1945، لحظة التحرر الكبرى”.
المجتمع المدني الإيراني والغرب العالمي
ووصف ليفي المجتمع المدني الإيراني بأنه جزء من “الغرب العالمي”، الذي يضم دولًا مثل تايوان وإسرائيل والمدافعين عن حقوق الإنسان في تركيا. وأشار إلى أن القوى الداخلية في إيران، رغم القمع والضغط، أحرزت تقدمًا نحو تغيير النظام، قائلاً: “لا يمكن لأحد أن يشك في أن قوى الكرامة والشباب والحضارة موجودة في إيران وتنتصر”.
وأضاف ليفي مخاطبًا الشعب الإيراني: “لقد قطعتم شوطًا طويلًا بشجاعة مذهلة، حتى تحت الضغط، وتحت الأحذية، في السجون وغرف التعذيب. أنتم على الطريق الصحيح، ولا يمكن لأحد أن يوقف هذا الزخم”.