أعلن زعيم حركة طالبان الباكستانية، نور والي محسود، أنه قد أصدر تعليمات للمسلحين التابعين له بعدم العودة إلى أفغانستان، وذلك وفقًا لشريط صوتي تم نشره من قبل الحكومة الباكستانية.
وفي الشريط الصوتي، الذي تم بثه باللغة البشتونية، أكد محسود على أنه “لا ينبغي لأي ميليشيا أن تغير مسارها أو تغادر”، وهو ما يُفهم على أنه توجيه للمقاتلين في تنظيم طالبان الباكستانية بعدم العودة إلى أفغانستان التي تسيطر عليها حركة طالبان.
وقال الخبراء في الشؤون الدفاعية إن الشريط الصوتي يوضح وجود محسود في أفغانستان تحت سيطرة حركة طالبان.
ولفتوا إلى أن طالبان في أفغانستان قد وفرت ملاذًا آمنًا للمسلحين المناهضين للحكومة الباكستانية، مشيرين إلى أن هؤلاء المسلحين على علاقة “ثابتة” مع طالبان ويمضون قدمًا في تخطيط هجماتهم ضد أهداف خارجية، وخاصة في باكستان.
ورغم هذه التأكيدات من قبل الخبراء، فإن حركة طالبان لم تصدر أي رد رسمي على هذه الادعاءات حتى الآن. كما لم تُعقب الحكومة الأفغانية على تصريحات محسود أو على تكهنات الخبراء حول وجود المسلحين في أفغانستان.
تجدر الإشارة إلى أن مسؤولين وصحف باكستانية قد ذكروا في وقت سابق أن العديد من القادة والمسلحين المناهضين للحكومة الباكستانية يتواجدون في أفغانستان تحت رعاية حركة طالبان.
وفي تقرير نشرته قناة PTV الباكستانية في سبتمب الماضي، تم ذكر أن طالبان قد منحت “تصاريح إقامة خاصة” للمسؤولين في حركة طالبان الباكستانية، مثل نورولي محسود وزميله مزاحم محسود، مع منحهم أيضًا تصاريح لحمل الأسلحة.
في وقت لاحق من هذا التقرير، تم الكشف عن أنه تم منح نورولي محسود سيارة من طراز “فيلدر 2005” من قبل طالبان، إلى جانب تراخيص لحمل كلاشينكوفين برقمين محددين. ومع ذلك، فقد رفضت طالبان مرارًا وتكرارًا هذه الادعاءات، واعتبرتها ادعاءات غير صحيحة.
بموجب هذه التطورات، لا يزال الوضع في الحدود بين باكستان وأفغانستان يشهد توترات مستمرة، حيث تشتبه الحكومة الباكستانية في أن حركة طالبان في أفغانستان قد توفر بيئة حاضنة للمسلحين الذين ينفذون عمليات عبر الحدود.