في تطور جديد لقضية أثارت الجدل في الأوساط الطبية، قررت نيابة الشيخ زايد، برئاسة المستشار إيهاب العوضي، بإشراف المستشار عمرو غراب، المحامي العام الأول، إخلاء سبيل الطبيب الاستشاري في جراحة التجميل هيثم. ش، بكفالة مالية قدرها 100 ألف جنيه، على ذمة التحقيقات في القضية المتهم فيها بهتك خصوصية سيدة خليجية الجنسية.
ووقعت الحادثة في 14 نوفمبر 2024، داخل أحد المستشفيات بمجمع سكني شهير في منطقة الشيخ زايد، حيث قام الطبيب المتهم بتصوير مقطع فيديو لسيدة خليجية تُدعى غ أثناء إجرائها عملية تجميل، ثم نشر الفيديو عبر حساب “رويال كير” على موقع التواصل الاجتماعي إنستجرام، دون علمها أو موافقتها المسبقة.
تفاصيل الواقعة
السيدة غ أكدت في أقوالها أمام النيابة أنها وافقت فقط على تصوير العملية لأغراض طبية تتعلق بمتابعة حالتها الصحية بعد الجراحة، إلا أنها فوجئت بعد فترة من الوقت بمقطع الفيديو الذي يعرض تفاصيل عملية التجميل الخاصة بها منشورًا على الإنترنت. هذا الأمر أثار غضبها ودفعها إلى تحرير محضر ضد إدارة المستشفى، مما أدى إلى فتح التحقيقات في القضية.
دفاع الطبيب المتهم
من جانبه، نفى الطبيب هيثم. ش التهم الموجهة إليه وأكد أنه ليس المسؤول عن إدارة صفحة “رويال كير” التي تم من خلالها نشر الفيديو. وأضاف أن الطبيب محمد. ع، الذي يعمل طبيب تخدير في المستشفى، هو من يدير هذه الصفحة. كما أشار إلى أن الموافقة الشفهية للمجني عليها كانت قد تمت قبل العملية مباشرة، مع التأكيد أنه لم يكن هناك علم لها بنية نشر الفيديو عبر الإنترنت.
شهادات الممرضات
في نفس السياق، أدلت مجموعة من الممرضات العاملات في المستشفى بشهادات تدعم أقوال الطبيب المتهم. حيث أكدت الممرضة د، التي كانت شاهدة على الواقعة، أنها حصلت على موافقة المجني عليها للتصوير والنشر قبل العملية، على أن يتم عدم إظهار وجهها أو أي علامات تدل على هويتها. وأضافت ممرضة أخرى، تدعى ز، أنها كانت أيضًا شاهدة على موافقة المجني عليها على التصوير.
أما الممرضة ب، المسؤولة عن التنسيق، فقد أكدت أنها تواصلت مع زوج المجني عليها بعد نشر الفيديو، وأكدت له أن الفيديو تم حذفه بناءً على طلبه.
قرار النيابة
وفي النهاية، قررت النيابة إخلاء سبيل الطبيب المتهم بكفالة مالية قدرها 100 ألف جنيه، مع استمرار التحقيقات في القضية. ومن المتوقع أن تواصل النيابة جمع الأدلة والشهادات في هذه القضية التي تثير تساؤلات بشأن حقوق المرضى في مجال الرعاية الصحية، وأهمية الحفاظ على خصوصياتهم في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي.
تعد هذه القضية بمثابة نقطة جدل حول حقوق المرضى في الحفاظ على خصوصيتهم داخل المنشآت الطبية، ومدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على ذلك. وقد تساهم التحقيقات المستمرة في تسليط الضوء على أهمية وجود سياسات واضحة لحماية حقوق المرضى وضمان عدم التعدي على خصوصياتهم.